نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258
عن النبي، والنبي معصوم، والمحدث كعمر يأخذ أحيانا عن قلبه ما
يلهمه ويحدث به، لكن قلبه ليس معصوما، فعليه أن يعرض ما ألقي عليه على ما جاء به الرسول،
فان وافقه قبله، وان خالفه رده، ولهذا قد رجع عمر عن أشياء، وكان الصحابة يناظرونه
ويحتجون عليه، فإذا بينت له الحجة من الكتاب والسنة رجع إليها وترك ما رآه)[1]
وقد حدث الدكتور عبدالعزيز بن محمد
بن عبدالله السدحان في كتابه (الإمام ابن باز دروس وعبر) تحت عنوان (سرعة استحضاره
للأدلة)، فقال ـ يذكر مجلسا من مجالس ابن باز ـ: (نقل أحدهم مقولة عن بعض أهل
العلم مفادُها: (لو لم نُخبرَ بختام النبوة لقُلنا: إن ابن تيمية نبي)، فعُرِضت
العبارة على بعض أهل العلم فبالغ في أنكارِها. وعرضتُها بنفسي على سماحته - رحمه
الله تعالى - فتبسم ضاحكًا، وقال ما معناه: نعم، لذلك أصل.. ثم ذكرَ حديث (لو كان
بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب)[2]
وهكذا يتصرف هؤلاء في النبوة كما
يحلو لهم.. وكأن النبوة لعبة من لعب الصبيان.. لا مرتبة من المراتب التي لا يصل
العقل إلى كنهها وحقيقتها.. ووظيفة تنوء السموات والأرض دون حملها.
النموذج الرابع:
وهي تلك الأحاديث التي لا تكتفي بتفضيل عمر على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الكثير من المواضع، وإنما
تضيف إليها تفضيل عم عمر الذي عاش في الجاهلية على عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي عاش في الإسلام..
فيعتبرون الأول مع كونه لم يعش لزمن البعثة موحدا مؤمنا، في نفس الوقت الذي
يعتبرون فيه عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
مشركا، ومات على شركه.