كما اهتمت السنة المطهرة بتعميق التعلق بالقرآن الكريم قراءة وتدبرا
واتباعا، اهتمت كذلك بالتحذير من الدس والتحريف الذي قد يعرض له بسبب الفهوم
الخاطئة، والتي حصلت لسائر الأديان.
فهذه الآية الكريمة تبين مواقف الأمة من الكتاب، وهي مواقف مشابهة لمواقف
الأمم السابقة، وهي تتوزع بين موقفين:
الأول: أولئك الذين حرصوا على التنزيل، وتأدبوا معه، ولم يدخلوا أهواءهم فيه،
ولذلك حكموا متشابهه إلى محكمه، وعادوا إلى الراسخين في العلم لمعرفة ذلك.
الثاني: أولئك الذين مالت بهم الأهواء بسبب الزيغ الذي في قلوبهم، ولذلك اتبعوا
المتشابه، وراحوا يحكمونه، ويلغون بسببه المحكم، ويلغون معه أولئك الراسخين في
العلم الذي اعتبرهم القرآن الكريم أولى الناس بالكتاب.
ولهذا نجد الأحاديث المرتبطة بالتأويل تذكر ورثة الكتاب الحقيقيين، وتدعو
إلى التمييز بينهم وبين غيرهم من المحرفين لمعاني القرآن الكريم.
وهو ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ