نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 11
قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: 14]
وهذا ما جعل العلماء يطلقون تلك القاعدة المعروفة (الإسلام والإيمان إذا
اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا)، أي أنهما إذا اجتمعا في نص واحد
من كتاب أو سنة فإن لكل واحد منهما معنىّ يختص به؛ فالإسلام يختص بالأعمال الظاهرة، كالصلاة.. والإيمان بالأعمال الباطنة من
الاعتقادات كالتوكل والخوف والمحبة والرغبة والرهبة..
قال ابن رجب: (قال المحققون من
العلماء: كل مؤمن مسلم، فإن من حقَّق الإيمان، ورسخ في قلبه، قام بأعمال الإسلام،
كما قال a: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت
صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)، فلا يتحقق القلب بالإيمان إلا
وتنبعث الجوارح بالأعمال.. وليس كل مسلم مؤمناً، فإنه قد يكون الإيمان ضعيفاً فلا يتحقق
القلب به تحقيقاً تاماً، مع عمل جوارحه أعمال الإسلام فيكون مسلماً، وليس بمؤمن الإيمان
التام)[1]
ومن أحسن من تحدث في التفريق بينهما أبو حامد الغزالي، فقد قال في
الإحياء: (اختلفوا
في أنّ الإسلام هو الإيمان أو غيره وإن كان غيره، فهل هو منفصل عنه يوجد دونه، أو
مرتبط به يلازمه؟. فقيل: إنّهما شيء واحد، وقيل: إنّهما شيئان لا يتواصلان،
وقيل: إنّهما شيئان، ولكن يرتبط أحدهما بالآخر)
ثم ذكر أن الحقّ في المسألة يتعلق بثلاثة مباحث: بحث عن موجب اللّفظين في
اللّغة، وبحث عن المراد بهما في إطلاق الشّرع، وبحث عن حكمهما في الدّنيا والآخرة..
الأوّل لغويّ، والثّاني تفسيريّ، والثّالث فقهيّ شرعيّ.