وأنزل في طسم: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ
لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ
يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ
(94) وَجُنُودُ إبليس أَجْمَعُونَ﴾ [الشعراء: 91 - 95] جنود إبليس ذريته من
الشياطين وقوله: ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾
[الشعراء: 99] يعني المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم، وهم قوم
محمد a ليس فيهم من اليهود
والنصارى أحد، وتصديق ذلك قول الله عز وجل: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ
نُوحٍ﴾ [الحج: 42] ﴿كَذَّبَ أصحاب الْأَيْكَةِ﴾ [الشعراء:
176] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ﴾ [الشعراء: 160] ليس هم اليهود الذين
قالوا عزير ابن الله ولا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله سيدخل الله اليهود
والنصارى النار، ويدخل كل قوم بأعمالهم. وقولهم: ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا
الْمُجْرِمُونَ﴾ [الشعراء: 99] إذ دعونا إلى سبيلهم، ذلك قول الله عز وجل
فيهم حين جمعهم إلى النار: ﴿قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا
هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ﴾ [الأعراف:
38]، وقوله: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ امة لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا
ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 38] برئ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم
بعضا. يريد بعضهم أن يحجج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا من عظيم ما نزل
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124