نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226
وحباكم، وفضلكم تفضيلا إلا أنبأتنا بصفة شيعتكم، فقال: لا تقسم فسانبئكم
جميعا وأخذ بيد همام فدخل المسجد فسبح ركعتين أو جزهما وأكملهما وجلس وأقبل علينا،
وحف القوم به، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثم قال: أما بعد فان الله جل
ثناؤه، وتقدست أسماؤه، خلق خلقه فألزمهم عبادته وكلفهم طاعته، وقسم بينهم معايشهم،
ووضعهم في الدنيا بحيث وضعهم، وهو في ذلك غني عنهم، لاتنفعه طاعة من أطاعه، ولا
تضره معصية من عصاه منهم، لكنه علم تعالى قصورهم عما تصلح عليه شؤونهم، وتستقيم به
دهماؤهم في عاجلهم وآجلهم، فارتبطهم باذنه في أمره ونهيه، فأمرهم تخييرا، وكلفهم
يسيرا، وأثابهم كثيرا وأماز سبحانه بعدل حكمه وحكمته، بين الموجف من أنامه إلى
مرضاته ومحبته، وبين المبطئ عنها والمستظهر على نعمته منهم بمعصيته. فذلك قول الله
عز وجل: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ
نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ
وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21]
ثم وضع يده على منكب همام بن عبادة فقال: ألا من سأل عن شيعة أهل البيت،
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم في كتابه مع نبيه تطهيرا، فهم العارفون بالله،
العاملون بأمر الله، أهل الفضائل والفواضل منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد،
ومشيهم التواضع، بخعوا لله تعالى بطاعته، وخضعوا له بعبادته، فمضوا غاضين أبصارهم
عما حرم الله عليهم، واقفين أسماعهم على العلم بدينهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء
كالذي نزلت منهم في الرخاء رضى عن الله بالقضاء، فلولا الاجال التي كتب الله لهم
لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقا إلى لقاء الله والثواب، وخوفا من
العقاب[1].
[1] إلى آخر الحديث، والمذكور في صفة المتقين، بحار الأنوار (68/
196)، الروضة ج 78 ص 28.
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226