[الحديث: 89] قال الإمام الصادق: (إن الحسرة والندامة والويل كله لمن لم
ينتفع بما أبصر، ومن لم يدر الأمر الذي هو عليه مقيم أنفع هو له أم ضرر)، قيل: فبم
يعرف الناجي؟ قال: (من كان فعله لقوله موافقا فاثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم
يكن فعله لقوله موافقا فانما ذلك مستودع)[2]
[الحديث: 90] قال الإمام الصادق: (إن الله جبل النبيين على نبوتهم فلا
يرتدون أبدا، وجبل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبدا، وجبل بعض المؤمنين على
الإيمان فلا يرتدون أبدا، ومنهم من يعير الإيمان عارية فاذا هو دعا وألح في الدعاء
مات على الإيمان)[3]
قال المجلسي تعليقا على الحديث: (كل واحد من الإيمان والكفر قد يكون
ثابتا، وقد يكون متزلزلا يزول بحدوث ضده، لان القلب إذا اشتد ضياؤه وكمل صفاؤه
استقر الإيمان وكل ما هو حق فيه، وإذا اشتدت ظلمته وكملت كدورته استقر الكفر وكل
ماهو باطل فيه، وإذا كان بين ذلك باختلاط الضياء والظلمة فيه، كان مترددا بين
الاقبال والادبار، ومذبذبا بين الإيمان والكفر، فان غلب الاول دخل الإيمان فيه من
غير استقرار، وإن غلب الثاني دخل الكفر فيه كذلك، وربما يصير الغالب مغلوبا فيعود
من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإيمان، فلابد للعبد من مراعاة قلبه، فان رآه
مقبلا إلى الله عز وجل شكره، وبذل جهده، وطلب منه الزيادة لئلا يستدبر وينقلب
ويزيغ عن الحق كما ذكر سبحانه عن قوم صالحين: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ