نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
ما كان يطرحه أئمة الهدى من الدعوة للحرص على العمل، واعتباره ركنا من أركان
الإيمان.
وقد تساهلت المدرسة السنية للأسف مع هذا النوع من الإرجاء، وبسببه انتشرت
الكثير من الطروحات المعارضة للقرآن الكريم.
وقد أقر بذلك ابن تيمية؛ فقال: (وحدثت المرجئة، وكان أكثرهم من الكوفة،
ولم يكن أصحاب عبد الله بن مسعود من المرجئة، ولا إبراهيم النخعي وأمثاله، فصاروا
نقيض الخوارج والمعتزلة، فقالوا: الأعمال ليست من الإيمان)[1]
وذكر من روادهم من الفقهاء والمحدثين: ذر بن عبد الله الهمذاني، وحماد بن
أبي سليمان، وسالم الأفطس، وطلق بن حبيب، وإبراهيم التيمي.. يقول ابن تيمية: (الإرجاء
في أهل الكوفة كان أولا فيهم أكثر، وكان أول من قاله حماد بن أبي سليمان.. لكن
حماد بن أبي سليمان خالف سلفه، واتبعه من اتبعه، ودخل في هذا طوائف من أهل الكوفة
ومن بعدهم)[2]
ومؤرخو المدرسة السنية يذكرون أن أول قائل بالإرجاء هو الحسن بن محمد بن
الحنفية، ولسنا ندري مدى دقة ذلك،لأن الذي يذكروه معروف بموقفه المتشدد من
الهاشميين.
فقد رووا عن زاذان قال: أتينا الحسن بن محمد، فقلنا: ما هذا الكتاب الذي
وضعت؟ وكان هو الذي أخرج كتاب المرجئة. فقال لي: يا أبا عمر لوددت أني كنت مت قبل
أن أخرج هذا الكتاب، أو أضع هذا الكتاب[3].