واعلموا رحمكم الله أنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها a بركوبها طريق من خلا من
الامم الماضية، والقرون السالفة الذين آثروا عبادة الاوثان على طاعة أولياء الله
عز وجل، وتقديمهم من يجهل على من يعلم فعقبها الله تعالى بقوله: ﴿هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو الألباب ﴾ [الزمر: 9] وقال في الذين استولوا على تراث
رسول الله بغير حق من بعد وفاته: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ
أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ﴾ [يونس: 35] فلوجاز للامة الائتام بمن لايعلم، أو بمن يجهل لم
يقل إبراهيم عليه السلام لابيه: ﴿ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا
يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا﴾ [مريم: 42]
فالناس أتباع من اتبعوه من أئمة الحق وأئمة الباطل قال الله عز وجل: ﴿يَوْمَ
نَدْعُو كُلَّ أناس بِإمامهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ
يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [الإسراء: 71]، فمن
ائتم بالصادقين حشر معهم، ومن ائتم بالمنافقين حشر معهم، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يحشر المرء مع من أحب)،
قال إبراهيم عليه السلام: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾
[إبراهيم: 36]
وأصل الإيمان العلم، وقد جعل الله تعالى له أهلا ندب إلى طاعتهم ومسألتهم
فقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
[النحل: 43] وقال جلت عظمته: ﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾
[البقرة: 189] والبيوت في هذا الموضع اللاتي عظم الله بناءها بقوله: ﴿ فِي
بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور:
36]، ثم بين معناها لكيلا يظن
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 70