نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
حالها، وتتعود على السلوك الصحيح، وحينها ترتفع
الكلفة، ويصبح ما كان شاقا أمرا يسيرا سهلا لا حرج فيه.
ولذلك جمع الله تعالى بين المجاهدة ورفع الحرج، فقال:
{وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]
ذلك أن رفع الحرج، لا يعني اتباع الأهواء، أو ترك
النفس وشهواتها ورعوناتها، وإنما يعني عدم مقاومة الفطرة الأصلّية، أما ما استجد
عليها، وأفسدها؛ فإنه لا يمكن أن يهتدي الإنسان، ولا أن يسير في درب الصالحين ما
لم يقاوم ذلك، ويجاهده إلى أن يصبح طبيعة فيه.
بناء على هذا، سنذكر هنا ما ورد من الأحاديث الموافقة
للقرآن الكريم في فضل المجاهدة والمرابطة على اكتساب الفضائل، وما ارتبط بهما.
أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية:
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية
والشيعية:
1 ـ ما ورد في المصادر السنية:
[االحديث: 876] قال رسول الله
(: (لا تنافس بينكم إلّا في اثنتين: رجل أعطاه الله عزّ و جلّ القرآن فهو يقوم به
آناء اللّيل و آناء النّهار و يتّبع ما فيه فيقول رجل: لو أنّ الله تعالى أعطاني
مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به. و رجل أعطاه الله مالا فهو ينفق و يتصدّق
فيقول رجل: لو أنّ الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأتصدّق به)(1)
[االحديث: 877] قال رسول الله
(: (بادروا بالأعمال سبعا: هل تنظرون إلّا فقرا
(1) البخاري (5025)،
ومسلم (815)
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154