نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
الخوف والخشية
وهي من المنازل الضرورية للسالكين، وخاصة في المراحل
الابتدائية للسلوك، ولهذا يحصر الله تعالى تأثير القرآن الكريم في الذين يتوفر
لديهم الخوف والخشية، قال تعالى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [طه: 3]،
وقال: {وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ الله وَيَتَّقْهِ فَأولئك هُمُ
الْفَائِزُونَ} [النور: 52]، وقال: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ الله
وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا الله وَكَفَى بِالله حَسِيباً}
[الأحزاب: 39]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك: 12]
وقال في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً} [الفرقان: 65 ـ 66]
وقال في وصف عباده المقربين: {أولئك الَّذِينَ
يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ
مَحْذُوراً} [الاسراء: 57]
وأخبر تعالى أن توريث الأرض لا يكون إلا للخائفين من
الله، قال تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [ابراهيم: 14]
بعد قوله تعالى: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِم} [ابراهيم: 14]
وهكذا، فإن جميع نصوص القرآن الكريم تدل على أن الأمن
من عذاب الله، والنجاة منه مرتبطة بمدى الخوف من الله، ومن العذاب الذي أعده لمن
عصاه.
ولهذا؛ فقد رفضنا كل الأحاديث التي تتناقض مع هذه
المعاني القرآنية، وهي التي يستدل بها المرجئة الذين يسخرون من كل من يحذر من عذاب
الله بحجة أنه لا يعرف رحمة
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219