نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246
تعمل هذا العمل فكيف نحن، فأرخى عينيه فبكى ثمّ قال:
(يا حبّة إنّ لله موقفا، ولنا بين يديه موقف لا يخفي عليه شيء من أعمالنا .. يا
حبّة إنّ الله أقرب إليك وإليّ من حبل الوريد .. يا حبّة إنّه لن يحجبني ولا إيّاك
عن الله شيء)، ثمّ قال: أراقد أنت يا نوف؟ قال: لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد
ولقد أطلت بكائي هذه الليلة، فقال: (يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من
الله عزّ وجلّ، قرّت عيناك غدا بين يدي الله عزّ وجلّ .. يا نوف إنّه ليس من قطرة
قطرت من عين رجل من خشية الله إلّا أطفأت بحارا من النيران .. يا نوف إنّه ليس من
رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله، وأحبّ في الله وأبغض في الله ..
يا نوف من أحبّ في الله لم يستأثر على محبّته، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه
خيرا، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان .. فكونوا من الله على حذر، فقد أنذرتكما)،
ثمّ جعل يمرّ وهو يقول: (ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عنّي أم ناظر إليّ .. وليت
شعري في طول منامي وقلّة شكري في نعمك عليّ ما حالي)، فو الله ما زال في هذا الحال
طلع الفجر (1).
[االحديث: 1340] نظر الإمام
عليّ إلى امرأة على كتفها قربة ماء، فأخذ منها القربة فحملها إلى موضعها وسألها عن
حالها فقالت: بعث عليّ بن أبي طالب صاحبي إلى بعض الثغور، فقتل وترك عليّ صبيانا
يتامى، وليس عندي شيء، فقد ألجأتني الضرورة إلى خدمة الناس، فانصرف وبات ليلته
قلقا، فلمّا أصبح حمل زنبيلا فيه طعام، فقال بعضهم: اعطني: أحمله عنك، فقال: (من
يحمل وزري عنّي يوم القيامة)، فأتى وقرع الباب فقالت من هذا؟ قال: (أنا ذلك العبد
الّذي حمل معك القربة فافتحي، فإنّ معي شيئا للصبيان) فقالت: رضي الله عنك، وحكم
بيني وبين عليّ بن أبي طالب، فدخل وقال: (إنّي أحببت اكتساب الثواب،
(1) فلاح السائل/266.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246