نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 267
الرجاء وحسن
الظن
وهي من المنازل الضرورية للسالكين، ذلك أن الرجاء في
الله تعالى، وحسن الظن به، والأمل العظيم فيه، دليل على المعرفة الحقيقية بالله،
ولهذا اعتبر الله تعالى القرآن الكريم أعظم بشارة للإنسان، كما صرح بذلك قوله
تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)
هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [النمل: 1، 2]
فالآيتان الكريمتان تعرفان القرآن الكريم بأمرين
مهمين: أحدهما: الهداية والدلالة على حقائق الوجود والقيم المرتبطة بها، والثاني
البشارة التي تتضمنها تلك الهداية، وهذا يعني أن البشارة مرتبطة بالهداية، ولذلك
جاء بعدها وصف المؤمنين الذين يستحقون تلك البشارة بقوله تعالى: {الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ}
[النمل: 3]
ثم عقبها الله تعالى بوصف الذين لم يقبلوا الهداية،
وبيان عدم استحقاقهم للبشارة، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخرة
زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)
أولئك الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخرة هُمُ الْأَخْسَرُونَ}
[النمل: 4، 5]
وهذه الآيات الكريمة تبين حقيقة الرجاء والأمل،
والموضع المرتبط بهما، حتى لا يتحول إلى أماني كاذبة، ذلك أن الشيطان قد يغر
الإنسان عن نفسه، فيوهمه أن الرحمة الإلهية التي اتسعت لكل شيء، لن يضيق بها شيء.
وهذا صحيح ولكن الخطأ هو عدم إدراك تلك الشروط التي
وضعها الله تعالى للإنسان حتى تتحقق له الرحمة بصورتها الجمالية الخالية من الألم،
وهي التي عبر عنها قوله
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 267