نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287
الصبر والرضا
وهي من المنازل الضرورية للسالكين، كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فقد ربط الله تعالى الفلاح بالصبر
والمصابرة والمرابطة، وهو لا يعني الفوز بالجنة فقط، وإنما يعني تهذيب النفس
وتطهيرها وتطييبها، لأنه لا يدخل الجنة إلا الطيبون الطاهرون.
ولذلك أخبر الله تعالى أن من صفات الصالحين من عباده
[الصبر]، وهو يدل على أنه ركن في شخصيتهم، وأنه لولاه لم يتحقق لهم الصلاح، بل إن
الله تعالى أكد ذلك بكونه السبب في صلاحهم، فقال ـ عند ذكر سبب اختياره لأئمة
الهدى ـ: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمّة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا
وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]،وتقديمه للصبر على اليقين دليل
على أن اليقين الذي هو أعلى مراتب المعرفة لا يصل إليه إلا الصابرون الذين جاهدوا
أنفسهم في الله.
وهكذا وصف الله تعالى الرسل عليهم السلام بالصبر،
فقال: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا
تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف: 35]
وأخبر أن كل الأعمال الصالحة تحتاج إلى الصبر، سواء
في أدائها، أو في الاستمرار عليها، أو في إقامتها وفق الرضى الإلهي.
ومن ذلك الإحسان الذي هو من المنازل العظمى للنفس
المطمئنة، فقد قرنه الله تعالى بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لَا يُضِيعُ
أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 115]، وقال: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ
فَإِنَّ الله لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]، وسر ذلك واضح، ذلك
أن
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287