نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290
ربها، أو تختار ما لم يختر لها، أو تتمنى أن تكون على
حال غير التي أنزلها فيها، أو تتعرض لامتحانات غير التي امتحنها بها.
ولذلك بين الله تعالى أن هذه المنزلة هي منزلة
الصادقين مع ربهم، فلا يزال رضاهم بالله ورضاهم عنه رائد علاقتهم بربهم إلى يوم
يلقونه، قال تعالى: {قَالَ الله هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة:
119]
وللآثار الحميدة التي يتركها الرضا في النفس، على
خلاف تلك الآثار التي يتركها الجزع والاعتراض، نجد ارتباط كل الآيات التي تتحدث عن
الرضوان المتبادل بين الله تعالى وعباده الصالحين، بالجنة؛ وكأنها تشير إلى أن
الرضوان جنة أخرى من جنان الله، وهي جنة لا تختص بالآخرة، بل تعجل للمؤمنين في
الدنيا.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى، وهو يخاطب النفس
المطمئنة التي لا تقبض انتزاعا ـ كما تقبض أرواح المتمردين على الله ـ وإنما تقبض
بأمرها، بالرجوع إلى بارئها فتطير شوقا إليه: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]
ومثل ذلك قوله تعالى، وهو يخبر عن حزبه الذي اعتبر
رضوانه فوق كل رضوان: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخر
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ
أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخوانهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ
الْإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أولئك حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22]
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290