نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394
الحمد والشكر
وهي من المنازل الضرورية للسالكين، ذلك أنه لا تكتمل
للنفس طمأنينتها، ولا سلامها، ولا ترقيها في مراقي السلوك من دون تحققها بمراتبها،
ولو الدنيا منها.
ولهذا أمر الله تعالى بالشكر بكل صيغ الجزم، فقال:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]
بل إنه اعتبر عدم الشكر كفرا، فقال: {إِنْ تَكْفُرُوا
فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ
تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ثُمَّ إِلَى
رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ
عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الزمر: 7]
بل جعل الشكر من دلائل العبادة الصحيحة، فقال: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا
لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، وقال: {فَكُلُوا
مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ الله إِنْ كُنْتُمْ
إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [النحل: 114]
بل رتب العقوبة العظيمة على عدم الشكر، فقال: {مَا
يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ الله شَاكِراً
عَلِيماً} [النساء: 147]، وقال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [ابراهيم: 7]
وسر ذلك هو أن رحلة السالكين إلى الله كلها رحلة
مرتبطة بالحمد والشكر .. فبالحمد يتعرفون على كمالات الله التي لا حدود لها ..
وبالشكر يتحققون بالقيم التي ترتبط بتلك الكمالات.
وبما أن هذه المنزلة هي الأساس الذي تؤسس عليه سائر
المنازل، وهي القمة التي
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394