نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 493
كفيته، وإن توكّل عليّ حفظته من وراء عورته، وإن كاده
جميع خلقي كنت دونه)(1)
[االحديث: 2734] قال الإمام
الباقر: (من توكّل على الله لا يغلب، ومن اعتصم بالله لا يهزم)(2)
[االحديث: 2735] عن محمّد بن
العجلان قال: نزلت بي فافة عظيمة، ولزمني دين لغريم ملحّ وليس لمضيقي صديق،
فتوجّهت فيه إلى الحسن بن زيد ـ وكان أمير المدينة ـ لمعرفة كانت بيني وبينه،
فلقيني في طريقي محمّد بن عبد الله بن الإمام الباقر فقال: قد بلغني ما أنت فيه من
الضيق، فمن أمّلت لمضيقك؟ قلت: الحسن بن زيد، فقال: إذا لا تقضى حاجتك، فعليك بمن
هو أقدر الأقدرين وأكرم الأكرمين، فإنّي سمعت عمّي الإمام الصادق يقول: (أوحى الله
إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه: وعزّتي وجلالي وعظمتي لا قطّعنّ رجاء أمل كلّ مؤمّل
يأمل غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلّة في الناس ولأبعّدنه من فرجي وفضلي،
أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري؟ والشدائد بيدي، ويرجو سواي وأنا الغنيّ الجواد.
أبواب الحوائج عندي، وبيدي مفاتيحها وهي مغلقة، فما لي أرى عبدي معرضا عني؟ وقد
أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني فاعرض عني وسأل في حوائجه غيري، وأنا الله لا إله
إلّا أنا، ابتدئ بالعطيّة من غير مسألة، أفأسأل ولا أجود؟ كلّا كلّا، أليس الجود
والكرم لي؟ أليس الدنيا والآخرة بيدي؟ فلو أنّ كلّ واحد من أهل السموات والأرض
سألني مثل ملك السموات والأرض فأعطيته، ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة .. فيا
بؤسا لمن أعرض عنّي وسأل في حوائجه وشدائده غيري) فقلت له: أعد عليّ الكلام،
فأعاده ثلاث مرّات فحفظته، فقلت في نفسي: لا والله لا أسأل أحدا حاجة، ثمّ
(1) عدّة الداعي/311.
(2) روضة الواعظين 2/
425.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 493