نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 521
الله، إنّا على ذلك الزمان بالأشواق، فمتى هو؟ قال
رسول الله (: زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنّكم إن ملأتم بطونكم من الحلال
توشكون أن تملؤوها من الحرام)(1)
[االحديث: 2832] قال رسول الله
(لأسامة: (يا أسامة عليك بطريق الحقّ، وإيّاك أن تختلج دونه بزهرة رغبات الدنيا،
وغضارة نعمها، وبائد سرورها، وزائل عيشها .. ألا ولا تقوم الساعة حتّى يبغض الناس
من أطاع الله، ويحبّون من عصى الله) فقال عمر: يا رسول الله، والناس يومئذ على
الإسلام قال: (وأين الإسلام يومئذ يا عمر؟! .. المسلم يومئذ كالغريب الشريد، ذاك
الزمان يذهب فيه الإسلام ولا يبقى إلّا اسمه، ويندرس فيه القرآن ولا يبقى إلّا
رسمه) فقال عمر: يا رسول الله، وفيما يكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذّبونهم،
فقال: (يا عمر، تركوا القوم الطريق، وركنوا إلى الدنيا، ورفضوا الآخرة، وأكلوا
الطيّبات، ولبسوا الثياب المزيّنات، وخدمهم أبناء فارس والروم، فهم يعبدون في طيب
الطعام، ولذيذ الشراب، وذكى الريح، ومشيّد البنيان، ومزخرف البيوت، ومنجدة
المجالس، ويتبرّج الرجل منهم كما تبرّج المرأة لزوجها، وتتبرّج النساء بالحلى
والحلل المزيّنة، زيّهم يومئذ زي الملوك الجبارة، يتباهون بالجاه واللّباس وأولياء
الله عليهم العباء، سحبة ألوانهم من السهر، ومنحنية أصلابهم من القيام، قد لصقت
بظهورهم من طول الصيام .. فإذا تكلّم منهم متكلّم بحقّ، أو تفوّه بصدق قيل له:
اسكت، فأنت قرين الشيطان، ورأس الضلالة، يتأوّلون كتاب الله على غير تأويله،
ويقولون: {مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32])(2)
(1) نوادر
الراوندي/25.
(2) مستدرك الوسائل 2/
335 عن ابن فهد في (التحصين) نقلا (المنبئ عن زهد رسول الله () لجعفر ابن أحمد
القمّي.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 521