نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 536
الله إنّي أصبحت وعليّ أربعمائة دينار دين لا قضاء
عندي لها ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به، قال: فبكى الإمام السجاد بكاء
شديدا فقلت له: ما يبكيك يا ابن رسول الله؟ فقال: (وهل يعدّ البكاء إلّا للمصائب
والمحن الكبار) قالوا كذلك يا ابن رسول الله قال: (فأية محنة ومصيبة أعظم على حرّ
مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلّة فلا يمكنه سدّها ويشاهد على فاقة فلا يطيق
رفعها)، فتفرّقوا عن مجلسهم ذلك، فقال بعض المخالفين وهو يطعن على الإمام السجاد:
عجبا لهؤلاء يدّعون مرّة أن السماء والأرض وكلّ شيء يطيعهم وأن الله لا يردّهم عن
شيء من طلباتهم ثمّ يعترفون أخرى بالعجز عن إصلاح خواصّ إخوانهم .. فقال الإمام
السجاد: (هكذا قالت قريش للنبيّ (كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار
الأنبياء من مكّة ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكّة إلى
المدينة إلّا اثنى عشر يوما، وذلك حين هاجر منها) ثمّ قال الإمام السجاد: (جهلوا
والله أمر الله وأمر أوليائه معه أن المراتب الرفيعة لا تنال إلّا بالتسليم لله
جلّ ثناؤه، وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبّرهم به أن أولياء الله صبروا على
المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم فجازاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك بان أوجب
لهم نجح جميع طلباتهم لكنّهم مع ذلك لا يريدون منه إلّا ما يريده لهم)(1)
[االحديث: 2932] قال الإمام
السجاد في مناجاة الزاهدين: (إلهي أسكنتنا دارا حفرت لنا حفر مكرها، وعلقتنا بأيدي
المنايا في حبائل غدرها، فإليك نلتجئ من مكائد خدعها، وبك نعتصم من الاغترار
بزخارف زينتها، فإنها المهلكة طلابها، المتلفة حلالها، المحشوة بالافات، المشحونة
بالنكبات .. إلهي فزهدنا فيها، وسلمنا منها بتوفيقك
(1) أمالي الصدوق/453.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 536