responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 577

خطبوا الأبكار لم يزوّجوا، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، ذبل الشفاه من العطش، خمص البطون من الجوع، عمش العيون من السهر، الرهبانية عليهم لائحة، والخشية لهم لازمة، كلّما ذهب منهم سلف خلف في موضعه خلف، أولئك الّذين يردون القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر، تغبطهم الأولون والآخرون، ولا خوف عليهم ولا يحزنون)(1)

[االحديث: 3081] عن محمّد بن الحنفيّة قال: لمّا قدم الإمام علي البصرة بعد قتال أهل الجمل دعاه الأحنف بن قيس واتّخذ له طعاما فبعث إليه وإلى أصحابه فأقبل ثمّ قال: (يا أحنف ادع لي أصحابي) فدخل عليه قوم متخشّعون كأنهم شنان بوالي، فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين ما هذا الّذي نزل بهم؟ أمن قلّة الطعام أو من هول الحرب؟ فقال: (لا يا أحنف إنّ الله سبحانه أجاب أقواما تنسّكوا له في دار الدنيا تنسّك من هجم على ما علم من قربهم من يوم القيامة، من قبل أن يشاهدوها: فحملوا أنفسهم على مجهودها وكانوا إذا ذكروا صباح يوم العرض على الله سبحانه توهّموا خروج عنق يخرج من النار يحشر الخلائق إلى ربّهم تبارك وتعالى وكتاب يبدو فيه على رؤوس الأشهاد فضائح ذنوبهم، فكادت أنفسهم تسيل سيلانا أو تطير قلوبهم بأجنحة الخوف طيرانا، وتفارقهم عقولهم إذا غلت بهم مراجل المحرد إلى الله سبحانه غليانا، فكانوا يحنّون حنين الواله في دجى الظلم، وكانوا يفجعون من خوف ما أوقفوا عليه أنفسهم، فمضوا ذبل الأجسام، حزينة قلوبهم، كالحة وجوههم، ذابلة شفاههم، خامصة بطونهم، تراهم سكارى سمّار وحشة الليل متخشّعون كأنّهم شنان بوالي، قد أخلصوا لله أعمالا سرّا وعلانية، فلم تأمن من فزعه قلوبهم. بل كانوا


(1) بحار الأنوار 75/ 26.

نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 577
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست