ومن يلينا من الكفار، ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك، لما فيه
من الإبهام والإلباس)[1]
ومن الأمثلة على إشاراته التفسيرية، ما ورد في قوله تعالى: {وَلَوْ
أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ
دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: 66]: (اقتلوا أنفسكم
بمخالفة هواها، أو أخرجوا من دياركم، أي أخرجوا حب الدنيا من قلوبكم، ما فعلوه
إلّا قليل منهم في العدد، كثير في المعاني، وهم أهل التوفيق والولايات الصادقة)[2]
وقال في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ} [الرعد: 3]: (هو الذي بسط الأرض وجعل فيها أوتادا من أوليائه وسادة من
عبيده، فإليهم الملجأ وبهم النجاة، فمن ضرب في الأرض يقصدهم فاز ونجا، ومن كان
بغيته لغيرهم خاب وخسر)[3]
وقال في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: 63]: (أنزل مياه
الرحمة من سحائب القربة، وفتح إلى قلوب عباده عيونا من ماء الرحمة، فأنبتت فاخضرّت
بزينة المعرفة، وأثمرت الإيمان، وأينعت التوحيد، أضاءت بالمحبة فهامت إلى سيّدها، واشتاقت
إلى ربّها فطارت بهمّتها، وأناخت بين يديه، وعكفت فأقبلت عليه، وانقطعت عن الأكوان
أجمع. ذاك آواها الحق إليه، وفتح لها خزائن أنواره، وأطلق لها الخيرة في بساتين
الأنس، ورياض الشوق والقدس)[4]
وغيرها من الأمثلة الكثيرة، والتي يمكن قبولها من دون أي حرج ما دام
صاحبها لا