علماء الفرقة الإمامية الاثني عشرية أنّ القرآن الذي أنزله اللّه على
نبيّه هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، وأنّه كان
مجموعا مؤلّفا في عهده a، وحفظه ونقله ألوف من الصحابة.. أما الشرذمة القليلة التي
قالت بوقوع التغيير فقولهم مردود عندهم ولا اعتداد بهم فيما بينهم.. وبعض الأخبار
الضعيفة التي رويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحّته)[1]
3. شهادة د. محمد عبد اللّه درّاز: حيث يقول في كتابه [مدخل إلى
القرآن الكريم]: (ومهما يكن من أمر فإنّ هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم
الإسلامي ـ بما فيه فرق الشيعة ـ منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان. ونذكر هنا رأي
الشيعة الإمامية (أهمّ فرق الشيعة)، كما ورد بكتاب أبي جعفر (الصدوق): (إنّ
اعتقادنا في جملة القرآن الذي أوحى به اللّه تعالى إلى نبيّه محمّد a هو كلّ ما تحتويه دفّتا
المصحف المتداول بين الناس لا أكثر.. أمّا من ينسب إلينا الاعتقاد في أنّ القرآن
أكثر من هذا فهو كاذب).. وبناء على ذلك أكّد (لوبلو) أنّ القرآن هو اليوم الكتاب
الرّباني الذي ليس فيه أيّ تغيير يذكر.. وكان (و موير) قد أعلن ذلك قبله.. فلم
يوجد إلّا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة)[2]
ونقل عن مقال لميرزا إسكندر كاظم: إنّ سورة النورين ـ المنسوبة كذبا
للشيعة، والتي نشرها (جارسين دى تاسى) ـ موضوعة بلا شكّ، (فهذا العالم الجليل قد
أثبت أنّ هذه السورة المزعومة لا يوجد لها أثر في مصحف الشيعة، فضلا عن أنّه لم
يرد ذكرها في مؤلّفاتهم الخاصّة بمجادلاتهم التقليديّة.. وتكفي قراءة هذه المقطوعة
التي لا تعدو أن تكون تراكما ركيكا من العبارات والكلمات المسروقة من القرآن،
لنتبيّن التعارض الشديد
[1]
إظهار الحقّ (تحقيق الدسوقي)، ج 2، ص 206 ـ 209.