البغوي في كتابه معالم التنزيل، وابن تيمية في مجموع الفتاوى، والحافظ
ابن كثير نقل عنه في كتابه تفسير القرآن العظيم الشيء الكثير، وابن حجر العسقلاني
في كتابه فتح الباري، وأما السيوطي فقال: فقد لخصت تفسير ابن أبى حاتم في كتابي،
وهو الدر المنثور، والإمام الشوكاني في فتح القدير استفاد منه كثيرا، وغير ذلك من
الكتب)[1]
والمعروف بتفسير الثعلبي، وهو لأبي إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي
النيسابوري، توفّي سنة (427)، قال عنه ابن خلّكان: (كان أوحد زمانه في علم
التفسير، وصنّف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير)[2]، وقال عنه ياقوت: (صاحب
التصانيف الجليلة، من التفسير الحاوي أنواع الفرائد، من المعاني والإشارات، وكلمات
أرباب الحقائق، ووجوه الإعراب والقراءات)[3]
وقد ذكر مؤلفه في مقدمة كتابه منهجه فيه، فقال: (إني مذ فارقت المهد إلى
أن بلغت الأشدّ اختلفت إلى ثقات الناس، واجتهدت في الاقتباس من هذا العلم الذي من
الدين أساس والعلوم الشرعية الرأس.. الظلام بالضياء والصباح.. حتّى رزقني الله
تعالى، وله الحمد، من ذلك ما عرفت به الحقّ من الباطل، والمفضول من الفاضل،
والصحيح من السقيم، والحديث من القديم، والبدعة من السنة، والحجّة من الشبهة.
فألفيت المصنّفين في هذا الباب فرقا على طرق: فرقة منهم أهل البدع والأهواء وفرقة
المسالك والآراء مثل البلخي والجبائي والأصفهاني والرماني، وقد أمرنا بمجانبتهم
وترك مخالطتهم، ونهينا عن