المجسمة من الرؤية الحسية، فإذا كان المفسّر ممّن ينكر رؤية الله من قبل
الناس يوم القيامة؛ فإنّه قد خرج عن (أهل السنة والجماعة)، وفسّر القرآن برأيه
ووفقا لمذهبه؛ فأخرج بذلك جملة من المفسّرين شيعة وسنّة [1].
وأضاف مسائل أخرى عدّها من أساسيّات عقائد (أهل السنة والجماعة) كالقول
بأنّ كرسي العرش الإلهي هو من جنس السرير، لا العلم والقدرة التي تأوّلها المعتزلة
والشيعة[2]، وأنّ النبيّ a قد وقع عليه السحر لا
كما أنكره هؤلاء[3].
ومع ذلك لم يملك إلا أن يشيد به، خاصة وقد أشاد به كبار علماء الأزهر بما
فيهم شيخه، فلهذا يقول عنه: (والحقّ أنّ تفسير الطبرسي ـ بصرف النظر عمّا فيه من
نزعات تشيعية وآراء اعتزالية ـ كتاب عظيم في بابه، يدل على تبحّر صاحبه في فنون
مختلفة من العلم والمعرفة. والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه، في تناسق
تام وترتيب جميل، وهو يجيد في كل ناحية من النواحي التي يتكلّم عنها، فإذا تكلّم
عن القراءات ووجوهها أجاد، وإذا تكلّم عن المعاني اللّغوية للمفردات أجاد، وإذا
تكلّم عن وجوه الإعراب أجاد، وإذا شرح المعنى الإجمالي أوضح المراد، وإذا تكلّم عن
أسباب النزول وشرح القصص استوفى الأقوال وأفاض، وإذا تكلّم عن الأحكام تعرض لمذاهب
الفقهاء، وجهر بمذهبه ونصره إن كانت هناك مخالفة منه للفقهاء، وإذا ربط بين الآيات
آخى بين الجمل، وأوضح لنا عن حسن السبك وجمال النظم، وإذا عرض لمشكلات القرآن أذهب
الإشكال وأراح البال. وهو ينقل أقوال من تقدّمه من المفسّرين معزوة لأصحابها،
ويرجح