خلّفهنّ [57 أ] رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والله ما أنت بأطولهنّ طولا ولا أنضرهنّ عودا. فانصرف ابن عبّاس وأخبر عليا بالذي جرى فقال: أنا كنت سديد الرأي حيث أرسلتك إليها.
العبّاس بن محمد بن حاتم الدوري يقول: أفادني أبو بكر الأعين هذا الحديث، حدّثنا هشام بن زيد العسكري في قطعية الربيع، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مالك بن معول عن وائل بن داود عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: دخلت أنا وأبي علي النبيّ صلى الله عليه وسلّم فلما خرجنا من عنده قلت لأبي: أما رأيت أنت الرجل الّذي كان مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم؟
ما رأيت رجلا أحسن وجها منه، فقال لي: هو كان أحسن وجها أو النبيّ صلى الله عليه وسلّم؟ قلت: هو. قال: فارجع بنا إليه، فرجعنا فدخلنا عليه، فقال أبي: يا رسول الله! أين الرجل الّذي كان معك؟ زعم عبد الله أنه كان أحسن وجها منك. قال: يا عبد الله! ورأيته؟ قلت: نعم.
قال [1] : أما إنّ ذلك جبريل، إنّه لمّا أقبلتما قال لي: يا محمد! من هذا الغلام؟ قلت: هذا ابن عمّي، هذا عبد الله بن عبّاس، قال: أما إنّه لمخيل للخير، قلت: يا روح الله! ادع له، قال: اللَّهمّ اجعل منه كثيرا طيبا [2] . قال: كان عبد الله بن عبّاس إذا أقبل قلت من أجمل الناس، وإذا [1] زيادة، يؤيدها نص أنساب الأشراف. [2] في أنساب الأشراف ج 3 ص 249، ق 1 ص 539، يرد هذا الخبر عن عبد الله بن صالح المقرئ عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس، «قال: كنت وأبي عند النبي (ص) ، فكان كالمعرض فلما خرجنا قال لي أبي: بني، ألم تر إلى النبي كأنه معرض عني؟ فقلت إنه كان يناجي رجلا. فرجعنا إليه، فقال له: إني قلت لعبد الله كذا فقال كذا، فكان معك أحد يا رسول الله؟ فقال رسول الله (ص) : أرأيته يا عبد الله؟ قلت نعم، قال:
ذاك جبريل» .