يا أبا إسحاق، أنت كما قال أعشى [1] وائل:
يرى البخل مرّا والعطاء كأنّما ... يلذّ به عذبا من الماء باردا
وأحلم من قيس وأمضى من الّذي ... بذي الغيل من خفّان [2] يصبح حاردا
فتبسم وقال:
يا أخا الأنصار! لسنا نفعل ما ترى من سعة وكثرة جدة ولكن ولد أبي لا يحسنون عند السؤال لا، ثم تمثل قول لبيد [3] :
[189 أ] وبنو الديّان لا يأتون: «لا» ... وعلى ألسنهم خفّت «نعم»
زيّنت أحسابهم أحلامهم ... وكذاك الحلم زين للكرم [4]
عبد الله بن عبد الرحمن بن عيسى بن موسى قال: حدثني أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: قال الحسين بن زيد:
قدم إبراهيم بن محمد الإمام علينا، فبعث إلى عبد الله بن الحسن بخمس مائة دينار، فاستزاده فزاده، وبعث إلى إبراهيم بن حسن بخمس مائة، وبعث إلى جدّي محمد بن عمر بخمس مائة، وبعث إلى جعفر بن محمد ألف دينار، وبعث إلى جماعة بمال. قال حسين بن زيد: فبعثتني أمي ريطة بنت عبد الله ابن محمد بن الحنفية، وكانت عند زيد بن علي، فقال: زيد الكوفة؟ قلت [1] انظر معجم الشعراء للمرزباني (ط. مكتبة القدسي) ص 12. [2] انظر معجم البلدان ج 2 ص 379، وابن رسته ص 175، وهو موضع على بعد حوالي 15 ميلا من القادسية. [3] لبيد بن ربيعة العامري. انظر طبقات الشعراء لابن سلام ص 113، والشعر والشعراء لابن قتيبة ج 1 ص 194، والأغاني ج 14 ص 93.
[4] انظر أنساب الأشراف ج 3 ص 391.