نام کتاب : الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة نویسنده : الفقي، محمد كامل جلد : 1 صفحه : 147
تولَّى الخشاب والصفتي وجمهرة من أدباء الأزهر النهوض بتحرير الوقائع العربية, وبذلوا في العناية بها جهدًا كان من أثره أن ارتقى أسلوبها, واتسع أفقها, فلم تقتصر على نشر الأخبار الرسمية, بل كانت تصوِّر أحيانًا حياة الشعب ونواحي الخير والشر فيه, وتعرض لبعض الحوادث بأسلوب يرتفع عن أسلوب الأخبار, بلغةٍ عربيةٍ فصيحةٍ, إلّا أن فيه شيئًا من السجع, وبدت فيها إذ ذاك محاولةٌ لإنشاء المقالة, أو أدب المقالة.
وفي أوائل ذي القعدة سنة 1257هـ, الموافق ديسمبر سنة 1841م, اتجهت رغبة وليِّ الأمر إلى إصلاح الوقائع, وتبسيط أفقها, فعهد إلى رفاعة رافع بترجمة بعض المواد المحدثة التي تلائم قراءة الوقائع, وإدخال بعض القطع الأدبية, وتهذيب الجريدة وترتيبها بصفة عامة, ويشير السيد صالح مجدي بك, أحد تلامذة رفاعة, إلى أن نظارة الوقائع أحيلت على رفاعة في سنة 1251هـ-1835م, وبقي مشرفًا عليها حتى سنة 1267 هـ -1850م"1:
وإذ آل إلى رفاعة الإشراف عليها, ومُكِّنَ من رعايتها, جعل اللغة العربية في مكان الصدارة, بدلًا من التركية في صفحاتها الأربع, وعُنِيَ بها عنايةً بالغةً, واستعان بطائفة من المحررين الماهرين, من أمثال: "أحمد فارس الشدياق, والسيد شهاب الدين"[2].
وحملت المقالة الرئيسية في العدد 623 جديدًا لم يعهد في الوقائع, كانت هذه المقالة بعنوان: "تمهيد" وقد تحدثت عن السياسة والسياسيين, وعن نظم الحكم؛ الشورى, والفرديّ، وعن الوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز, ثم بَرَّت الوقائع بعهدها, فخصصت في صفحاتها سطورًا لنشر ما له علاقة بالأدب[3], ونشرت في العدد 632 طرفًا مما أثر عن ابن خلدون في صناعة
1 حلية الزمن في مناقب خادم الوطن, ص 25، 16. [2] فيليب دي طرازي, ص39، 50. [3] تاريخ الوقائع المصرية, لإبراهيم عبده, ص106.
نام کتاب : الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة نویسنده : الفقي، محمد كامل جلد : 1 صفحه : 147