نام کتاب : الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة نویسنده : الفقي، محمد كامل جلد : 1 صفحه : 24
والآداب, بعد أن كانت موضع دراسةٍ مستفيضةٍ, وأصبحت دراسة الفقه والحديث جامدةً تستظهر, وتتخذ في العلم بها مظهرًا شكليًّا محضًا، وزالت منه علوم الحياة على وجه التقريب إلّا ضربًا من الحساب للحاجة إليه في مسائل المواريث, وطرفًا من مبادئ علم الهيئة لضبط المواقيت, وتحديد مواعيد الصلاة, وبعض نظريات الهندسة والفلك وأشباه ذلك.
نشأة الحياة المدرسية في الأزهر:
كيف بدأت الحياة المدرسية في الأزهر: بعد أن كان مسجدًا للعبادة, ومنبرًا للدعوة المذهبية؟ هذا سؤال تتجه به النفوس في شوقٍ ورغبةٍ لمعرفة النواة الأولى لذلك المعهد العظيم.
بدأت فكرة الدراسة في الأزهر ضئيلةً متواضعةً؛ ككل حديث في مطلع نشأته ومستهلِّ تكوينه، ثم لم تلبث هذه النواة أن تمت وأثمرت, وغدا الأزهر في ثوبه الجامعيّ القشيب.
أول درس بالأزهر:
كان ذلك في صفر سنة 365هـ-أكتوبر سنة 375م" في أواخر عهد المعز لدين الله الفاطميّ؛ إذ جلس قاضي القضاة - أبو الحسن عليّ بن النعمان القيروانيّ- بالجامع الأزهر, وقرأ مختصر أبيه في فقه الشيعة, وهو المسمى بكتاب "الاقتصار" في جمع حاشدٍ من العلماء والكبراء, وأثبتت أسماء الحاضرين, فكانت هذه أول حلقة للدرس بالجامع الأزهر[1].
كانت هذه هي الحلقة الأولى للقراء والدرس في الجامع الأزهر, بعد أن مضى على إنشائه زهاء ثلاثة أعوام ونصف, وكانت بدايةً ضئيلةً لحركة دراسيةٍ متواضعةٍ, بيد أنها كانت بدايةً جامعيةً في معنى من المعاني[2]. [1] الخطط التوفيقية جـ4 ص56. [2] تاريخ الجامع الأزهر, لمحمد عبد الله عنان ص42.
نام کتاب : الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة نویسنده : الفقي، محمد كامل جلد : 1 صفحه : 24