responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط الفكر نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 41
وَرِعًا، جَيِّدَ الْمُبَاشَرَةِ، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ الْحُكْمَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، فَلَمَّا وَلِيَ ابْنُ صَصْرَى كَرِهَ نِيَابَتَهُ. وَفِي يَوْمِ الْأَحَدِ الْعِشْرِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخَرِ قَدِمَ الْبَرِيدُ مِنَ الْقَاهِرَةِ وَمَعَهُ تَجْدِيدُ تَوْقِيعٍ لِلْقَاضِي شَمْسِ الدِّينِ الأزرعى الْحَنَفِيِّ، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ بِوِلَايَةِ الْقَضَاءِ لِابْنِ الحريري فذهبوا ليهنئوه مع البريد إِلَى الظَّاهِرِيَّةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِقِرَاءَةِ التَّقْلِيدِ عَلَى الْعَادَةِ فَشَرَعَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ الْبِرْزَالِيُّ فِي قِرَاءَتِهِ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الِاسْمِ تَبَيَّنَ لَهُ أنه ليس له وأنه للأزرعى، فَبَطَلَ الْقَارِئُ وَقَامَ النَّاسُ مَعَ الْبَرِيدِيِّ إِلَى الأزرعى، وَحَصَلَتْ كَسْرَةٌ وَخَمْدَةٌ عَلَى الْحَرِيرِيِّ وَالْحَاضِرِينَ. وَوَصَلَ مَعَ الْبَرِيدِيِّ أَيْضًا كِتَابٌ فِيهِ طَلَبُ الشَّيْخِ كَمَالِ الدِّينِ بْنِ الزَّمْلَكَانِيِّ إِلَى الْقَاهِرَةِ، فَتَوَهَّمَ مِنْ ذَلِكَ وَخَافَ أَصْحَابُهُ عَلَيْهِ بِسَبَبِ انْتِسَابِهِ إلى الشيخ تقى الدين بن تَيْمِيَّةَ، فَتَلَطَّفَ بِهِ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ، وَدَارَى عَنْهُ حَتَّى أُعْفِيَ مِنَ الْحُضُورِ إِلَى مِصْرَ، وللَّه الْحَمْدُ.
وَفِي يَوْمِ الْخَمِيسِ تَاسِعِ جُمَادَى الْأُولَى دخل الشيخ ابن براق إلى دمشق وبصحبته مائة فقير كلهم محلقي ذقونهم موفرى شَوَارِبَهُمْ عَكْسَ مَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ، وَعَلَى رُءُوسِهِمْ قُرُونُ لَبَابِيدَ. وَمَعَهُمْ أَجْرَاسٌ وَكِعَابٌ وَجَوَاكِينُ خَشَبٍ، فَنَزَلُوا بِالْمُنَيْبِعِ وَحَضَرُوا الْجُمُعَةَ بِرِوَاقِ الْحَنَابِلَةِ، ثم توجهوا نحو القدس فَزَارُوا، ثُمَّ اسْتَأْذَنُوا فِي الدُّخُولِ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ، فَعَادُوا إِلَى دِمَشْقَ فَصَامُوا بِهَا رَمَضَانَ ثُمَّ انْشَمَرُوا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِ الشَّرْقِ، إِذْ لَمْ يَجِدُوا بِدِمَشْقَ قَبُولًا، وقد كان شيخهم براق رُومِيًّا مِنْ بَعْضِ قُرَى دَوْقَاتَ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَرْبَعِينَ، وَقَدْ كَانَتْ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ قَازَانَ وَمَكَانَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ نَمِرًا فَزَجَرَهُ فَهَرَبَ مِنْهُ وَتَرَكَهُ، فَحَظِيَ عِنْدَهُ وَأَعْطَاهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلَاثِينَ أَلْفًا فَفَرَّقَهَا كُلَّهَا فَأَحَبَّهُ، وَمِنْ طَرِيقَةِ أَصْحَابِهِ أَنَّهُمْ لَا يَقْطَعُونَ لَهُمْ صَلَاةً، وَمَنْ تَرَكَ صَلَاةً ضَرَبُوهُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّ طَرِيقَهُ الَّذِي سَلَكَهُ إِنَّمَا سَلَكَهُ لِيُخَرِّبَ عَلَى نَفْسِهِ، وَيَرَى أَنَّهُ زِيُّ المسخرة، وأن هذا هو الّذي يليق بِالدُّنْيَا، وَالْمَقْصُودُ إِنَّمَا هُوَ الْبَاطِنُ وَالْقَلْبُ وَعِمَارَةُ ذَلِكَ، وَنَحْنُ إِنَّمَا نَحْكُمُ بِالظَّاهِرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالسَّرَائِرِ.
وَفِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ سَادِسِ جُمَادَى الْآخِرَةِ حضر مدرس النجيبية بهاء الدين يوسف بن كمال الدين أحمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَجَمِيُّ الْحَلَبِيُّ، عِوَضًا عَنِ الشَّيْخِ ضِيَاءِ الدِّينِ الطُّوسِيِّ تُوُفِّيَ، وَحَضَرَ عِنْدَهُ ابْنُ صَصْرَى وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْفُضَلَاءِ، وَفِي هَذِهِ السنة صليت صلاة الرغائب في النصف بِجَامِعِ دِمَشْقَ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ قَدْ أَبْطَلَهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ مُنْذُ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ حَضَرَ الْحَاجِبُ رُكْنُ الدِّينِ بَيْبَرْسُ الْعَلَائِيُّ وَمَنْعَ النَّاسَ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى الْجَامِعِ لَيْلَتَئِذٍ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُهُ فَبَاتَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي الطُّرُقَاتِ وَحَصَلَ لِلنَّاسِ أَذًى كَثِيرٌ، وَإِنَّمَا أَرَادَ صِيَانَةَ الْجَامِعِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَالتَّخْلِيطِ.
وَفِي سَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ حَكَمَ الْقَاضِي تَقِيُّ الدين الحنبلي بحقن دم محمد الباجريقي، وَأَثْبَتْ عِنْدَهُ مَحْضَرًا

نام کتاب : البداية والنهاية - ط الفكر نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست