أبو بكر يستأذن على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوجد الناس جلسوا ببابه ولم يؤذن لهم، قال:
فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له» [1] وهذا الحديث صريح الدلالة في أنه كان للرسول صلّى الله عليه وسلم حجّاب يستأذنون للناس في الدخول عليه.
* حاملوا خاتم الرسول صلّى الله عليه وسلم:
وكان للرسول صلّى الله عليه وسلم خاتما اتخذه لختم الرسائل للملوك والأمراء؛ لأنه لما عزم على إرسال كتبه إليهم بعد عودته من صلح الحديبية وكتب لهرقل قالوا: يا رسول الله إن الأعاجم لا تقبل الرسائل إلا أن تكون مختومة؛ فاتخذ خاتما من فضة نقشه:
«محمد رسول الله» لختم الرسائل، وكان حنظلة بن الربيع بن صيفي والحارث بن عوف المري حاملي خاتم رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا غاب أحدهما ناب عنه الآخر، وظل خلفاء الرسول صلّى الله عليه وسلم يستعملون هذا الخاتم في ختم الرسائل حتى سقط من يد الخليفة عثمان بن عفان في بئر أريس، والقصة مشهورة.
وكان هناك من يقوم باستقبال الوفود والاستئذان لها على الرسول صلّى الله عليه وسلم وتعليمهم كيف يحيونه وكيف يتحدثون إليه- وهو ما يطلق عليه الآن بنظام البروتوكول- وقد عنون صاحب كتاب «نظام الحكومة النبوية» لهذا الموضوع بقوله: فصل «في الرجل يعلم الوفد كيف يحيون المصطفى صلّى الله عليه وسلم» وكان أشهر من يقوم بهذه المهمة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد ذكر ابن إسحاق قصة قدوم وفد ثقيف على النبي صلّى الله عليه وسلم في رمضان (سنة 9 هـ) . فعند وصولهم إلى المدينة التقوا بالمغيرة بن شبعة- وهو ثقفي مثلهم- فأخبر المغيرة أبا بكر رضي الله عنه بقدومهم، فدخل أبو بكر على الرسول وأعلمه بأمرهم واستأذن لهم، وخرج إليهم وعلمهم كيف يحيون رسول الله صلّى الله عليه وسلم [2] .
* بيت الضيافة:
وكان في المدينة بيت للضيافة، كانت تنزل فيه الوفود القادمة على الرسول صلّى الله عليه وسلم وكان هناك من يقوم على خدمتهم وإطعامهم. وكان من هؤلاء بلال وثوبان موالي رسول الله وكانت الدار التي اتخذت للضيافة منزلا لامرأة من الأنصار اسمها رملة بنت الحارث ويبدو أنها كانت واسعة؛ لأن ابن إسحاق ذكر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم [1] نظام الحكومة النبوية (1/ 21) . [2] سيرة ابن هشام (4/ 196) ، نظام الحكومة النبوية (1/ 39) .