نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 123
منكاورع بكبار أهل العاصمة وعمله لاكتساب ولائهم عن العطايا وطريق السماحة، نص سجله رجل يدعى دبحن، وقص فيه أن منكاورع كان في طريقه ذات مرة ليتفقد أعمال البناء في هرمه، فاعترض موكبه ولفت نظرة إليه، وحادثة ورجاه أن يأذن له بتشييد مقبرته قرب هرمه، فقبل منكاورع رجاءه، وأذن له بتشييد مصطبة كبيرة طولها مائة ذراع وعرضها خمسين، وعهد لصالحه بخمسين عاملًا من عمال الخاصة الملكية وأذن بإعفائهم من كافة الأعباء فيما خلا أعباء بناء المصطبة وتمهيد الأرض حولها، وأمر بأن يشرف على تشييدها مهندسه الخاص واثنان من كبار أهل الفن في عهده. وسمح له بأن يستورد من أحجار طرة والمقطم ما يكفي لكسائها وبناء مقصورتها وصناعة بابين وهميين فيها ونحت تمثال يمثله بحجم كبر من حجمه الطبيعي بكثير، فضلًا عن نحت تمثالين لمساعديه[1]. وكانت أمثال هذه اللفتات من منكاورع لكبار رجال رعيته وتساهله في الإذن لهم بإقامة التماثيل في مقابرهم وممارسة الشعائر فيها في حرية مطلقة، أصلًا فيما يبدو لما سمعه هيرودوت في العصور المتأخرة من أن المصريين أحبوا منكاورع أكثر مما أحبو أباه وجده، وفي قصة دبحن ما يعني كذلك أن الدفن في الجبانة الملكية كان لا يزال يعتبر امتيازًا خاصًّا يمنح من قبل القصر الملكي، وان المحاجر الممتازة كانت احتكارًا حكوميًّا أو ملكيًّا، وأن التماثيل الكبيرة التي تفوق الحجم الطبيعي أصبحت متاحة لكبار الشخصيات.
أشادت نصوص ما بعد منكاورع باسم شبسكاف، وشاد له مهندسوه قبرًا في جنوب سقارة، يعرف الآن باسم مصطبة فرعون. وقد انصرفوا ببنيانه عن طراز الهرم، وشيدوه على هيئة تابوت ضخم مستطيل مائل الجوانب "100 متر طولًا، و72 متر عرضًا، 18متر ارتفاعًا" ترتفع جوانبه فوق مستوى سقفه، وأقاموه فوق قاعدة منخفضة، ثم كسوه بأحجار بيضاء وأحاطوا قاعدته بإزار من الجرانيت، وشادوا له معبدين صغيرين وطريقًا صاعدًا بنوا جداريه الجانبيين من اللبن.
واتبع شبسكاف سياسة منكاورع في اكتساب ود عظماء قومه عن طريق رعاية أبنائهم في قصره. ويذكر له من ذلك أنه زوج ابنته من الشاب شبسبتاح الذي رباه منكاورع في قصره وواصل رعايته[2]، ولعل زواج الأمراء بغير الأميرات كان قد أصبح حينذاك أمرًا مألوفًا، ولكن كانت هذه هي المرة الأولى فيما نعلم التي زوج فيها فرعون ابنته من أحد كبار أفراد رعيته، ولعلها كانت الأولى في العالم القديم كله. وسلك شبسكاف سياسة مماثلة في سبيل اكتساب ود كبار كهنة المعابد في عهده عن طريق إعفائهم وإعفاء معابدهم من بعض التكاليف التي كانت مفروضة عليهم لحساب خزائنه، وبدأ في ذلك بمجموعة هرم منكاورع وكهنتها ومواردها.
وبعد نحو أربع سنوات، انتهت وراثة عرش الأسرة الرابعة إلى الأميرة خنتكاوس. وطال نقاش الباحثين في نسبها، وفي مدى استغلالها لحقها الوراثي في العرش، وفيما إذا كانت أختًا لشبسكاف وزوجة له [1] Urk., I, 18 F.; Breasted. A. R., I, 211 F. [2] Urk., I, 51 F. ; Breasted, Op. Cit., I, 257.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 123