responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 191
المهاجرين. وتأثرت مصر فعلًا بهذه التحركات في عصر أسرتها الثالثة عشرة وأخذ كهنتها يستنزلون اللعنات على أصحابها. وعندما اقتربت جماعات المهاجرين من الحدود المصرية الشمالية الشرقية، كانوا خليطًا من الغالبين والمغلوبين وبمعنى آخر كانوا خليطًا من جماعات آرية غازية دفعتها الظروف إلى جنوب الشام، ومن جماعات أمورية هاربة عجزت عن الاحتفاظ بأرضها في سهول الشام وبواديها. ولم يدخل هؤلاء وهؤلاء أرض مصر دفعة واحدة، وإنما بدءوا فانتشروا قرب حدودها وحول سبل تجارتها البرية المتجهة إلى بلاد الشام، وتسلل بعضهم إلى مراعي شرق الدلتا في جماعات متناثرة خلال فترات الاضطراب الداخلي التي انتهت بها أيام الدولة الوسطى، وكان أغلب هؤلاء الأخارى من الأموريين بخاصة، وقد يسر لهم طريقهم سابق معرفتهم بطرق الصحراء الشمالية الشرقية وسابق اتصالهم بأهل مصر. وقد احتفظت الآثار من أسمائهم ذات الصبغة السامية باسم عبد وما تحتمل قراءته يعقوب هر وعنات هر، وهو ما أوحى إلى البعض باحتمال وجود أسماء عبرية بينهم، ولكن هذه أسماء أمورية تسبق الأسماء العبرية بكثير، واستمرت بقية جماعات المهاجرين الكثيفة برؤسائها ذوي الأصل الآري وراء الحدود المصرية إلى حين. وليس من بينة صريحة على الظروف التي ساعدتها على اختراق الحدود المصرية عنوة للمرة الأخيرة، ولكن يحتمل أنها أقدمت على ذلك في أوائل القرن السابع عشر ق. م[1]، كرد فعل أخير لضغط آري جديد شرد أمامه الجماعات التي سبقته في الهجرة ابتداء من شمال سوريا إلى جنوبها، وهو فيما يغلب على الظن ضغط الحوريين. ووجد الهكسوس سبيلهم ميسرًا نتيجة لاشتداد نزاع الشخصيات الكبيرة في مصر على السلطة في أواخر عصر الأسرة الثالثة عشرة، وما ترتب عليه تلقائيًّا من تمزيق وحدة أمتهم وإضعاف إمكانياتها ومعنوياتها، الأمر الذي لم يتح لها مقاومة الغزاة مقاومة مجدية، وليس من المستبعد أن جماعات المتسللين الأموريين الذين تسربوا قبل ذلك إلى شرق الدلتا قد يسروا سبيل الغزو للجحافل الكبيرة وخوفوا الناس عن غير قصد من عنفها ومما تحمله معها من أسلحة جديدة للحرب لم يكن المصريون ولا جيرانهم يستخدمونها. ولا يزال المؤرخون على خلاف في تعيين هذه الأسلحة الجديدة، فعلى خلاف رأي قديم اعتقد أصحابه أن الهكسوس كانوا أول من أدخل الأسلحة البرونزية إلى مصر وأنهم دخلوها لأول مرة بالخيول وبالعربات الحربية التي كان لها ما للمصفحات الحالية من الأثر في تمزيق صفوف المشاة، دلت اكتشافات حديثة على أن المصريين عرفوا صناعة البرونز منذ الدولة الوسطى "راجع ص186"، وإن لم يستخدموه كثيرًا للأسف في أسلحتهم. وعرفوا قبله فكرة العجلات أو الطارات المستديرة منذ النصف الثاني للدولة القديمة واستخدموها في دفع سلالم الحصار الكبيرة[2]، وإن لم يعمموا استخدامها للأسف على نطاق واسع، وفي شيء من التردد

[1] لا يزال تحديد زمن هذا الغزو موضع جدل طويل، وتتراوح تقديرات المؤرخين له بين 1730 و1710، و1690ق. م. أو ما بعد ذلك.
See, Alliot, Jnes, 1950, 204 F.; And Compare, Sethe, Zaes, Lxv, 85 F.; P.C. Labib,, Die Herrschaft Der Hyksos In Aegypten…, 1936; Stock, Studien Zur Geschichte Und Archaeologie Der 13 Bis 17 Dynastie Aegyptens, 1941; J. Van Seters, The Hyksos, 1966; D.B. Redord, Orientalia, 1970, 1 F.
[2] Quibell, Teti Pyramid, North Side, Frontispice.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست