نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 234
كل ما لنا وابنتي في المقدمة؟ علينا أن نقدم فروض الطاعة إلى الرب الطيب حتى يهبنا الحياة والسام .. " ووصف المصريون وعورة الطريق الذي سلكه الحيثيون ورووا أن الفرعون قدر من تلقاء نفسه خطورة امتناع الأمطار عن سوريا وفلسطين بخاصة، فأقام الصلوات لأبيه سوتيخ حتى يصلح المناخ[1] ... ووصل وفد الحيثيين وملكهم وابنته العروس على رأسهم، فأكرمهم الفرعون وأشركهم في طعامه وشرابه وجعل العروس من زوجاته الأثيرات وخلع عليها اسم "ماحور نفرو رع". وأصبح الملكان على حد قول النصوص المصرية "قلبًا واحدًا كأخوين، ولم تعد هناك حفيظة في قلب أحدهما على الآخر". وأكرم الفنانون المصريون صهر فرعونهم فصوروه في معبد أبي سنبل في وضع لائق قريبًا منه ولم يكن أسلافهم قد تعودوا أن يصوروا حاكمًا أجنبيًّا في وضع محترم مع فرعونهم قبل هذه المرة.
وبقيت أمام الدولة جهود أخرى تبذلها ناحية الغرب ضد الهجرات الآرية التي أخذت أعدادها تزداد وأوشكت أخطارها أن تتفاقم على الحدود الليبية، وقد بدأ رجال رمسيس استعداداتهم لها بتقوية سلسلة الحصون الممتدة على ساحلهم الشمالي ناحية الغرب[2].
وانتهت ولاية العهد إلى مرنبتاح "بانرع" الذي خلف أباه في عام 1224ق. م، وهو كبير السن، وجرى على مجراه في سياسته، بل وقلده في تسجيل اسمه على بعض تماثيل أسلافه وعمائرهم، ودفعه إلى ذلك كبر سنه ورغبته في الإسراع بتسجيل ذكراه عن أقرب سبيل، إلى جانب الدوافع الأخرى التي أسلفناها بالنسبة لأبيه ورجاله. ولم تسر أموره هينة دائمًا وإنما تعددت حروبه في الشمال الشرقي وعلى حدود مصر الغربية وفي بلاد كاش، ونكتفي هنا بالآثار المترتبة على مشاكل الجبهتين الأوليين في حياة مصر العامة.
ففي الشمال الشرقي ذكرت نصوصه من الأقوام التي أخضعتها جيوشه قبائل "الإسرائيليين" وكانت أول وآخر مرة ورد ذكرهم فيها في النصوص المصرية، ويبدو أن جيوشه اشتدت عيهم بحيث قال راويها "أبيد شعب الإسرائيليين ولن يكون به بذر"[3]. ودعت هذه العبارة إلى التساؤل عن مدى ارتباط حملتها بخروج بني إسرائيل من مصر، وهل تم في أيام مرنبتاح أم قبلها، وهل مرنبتاح هو فرعون موسى أم غيره؟ لا سيما وأنه أثر عنه التنكيل بخصومه بطريقة لم يتبعها الفراعنة إلا نادرًا. ولكن لم تتوافر حتى الآن أدلة كافية لإثبات خروج بني إسرائيل في عهد هذا الفرعون أو نفيه، ويبدو أن قرائن النفي أقوى من قرائن الإثبات [1] Ancient Records, Iii, 410 F.; Kuentz, Asa,Xxv, 181 F.; Also 34 F,; And See, Abou Simbel Exteriere, Publications Of The Centre Of Documentation, C. 17, 6 F. [2] Cf., A Rowe, A History Of Ancient Cyrenaica, 1948. [3] Cairo, 34025, 1. 26 F.; Ancient Records, Iii, 602 F.; Wilson, In Ancient Near Eastern Texts, 1955, 378; Kuentz, Bifao, Xxi, 113 F.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 234