نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 248
عهد رمسيس الثالث واستمر في عهد رمسيس الرابع ببناء قدس الأقداس والقاعات المحيطة به، ثم اتسع جنوبًا وشيدت له صالة أعمدة في عهد رمسيس الحادي عشر. ورضي الفرعون المغلوب على أمره بالأمر الواقع، واعتبر الكهنة ذلك نصرًا لهم وبشيرًا بعصر جديد تبجحوا وسموه عصر النهضة وأرخوا به وثائقهم، واعتبر حريحور نفسه كما لو كان ملك طيبة، وإن ظل رمسيس الحادي عشر على العرش حتى العام 27 أو 29 من حكمه. والطريف أنه ورد في نص آشوري أن هذا الملك أرسل إلى آشور بل كالا ملك آشور هدية تمساحًا "تمسوخو" وقردًا كبيرًا[1]. وباشر الكاهن الأكبر حريحور سلطانه الأعلى في طيبة وأضاف إلى عمائرها الدينية باسمه فناء إلى جنوب معبد خنسو، وقيل عنه في نقوش المعبد إنه البذرة المقدسة لسيد الأرباب، ونسله البهي الذي حملت به الربة موت ليصبح حاكمًا على مدار الشمس، واستعان بالسياسة، فلم يظهر عداء لكهنة الشمال، كما يفترض مونتيه أنه حدث في عهد سلفه، وإنما صادق زعيمهم فيه وهو نيسوبانب جدة، الذي ذكره المؤرخ مانيتون باسم سمندس، ثم ورث أغلب ألقابه ووظائفه لولده "بي عنخ" كبير الكهنة، ولكن دون بعض ما انتحله لنفسه من كنيات فرعونية[2]. ولم يكن لهذه النهضة أي صدى في الخارج، وإنما صور تخلخل نفوذ مصر الخارجي حينذاك كاهن مصري مثقف يدعى ونآمون خرج من مصر إلى الشام لاستيراد أخشاب أرز من أجل مركب الإله آمون رب الدولة والإمبرطورية في الدولة الحديثة، وكان أمثال ونآمون من الرسل يجدون الترحاب حيثما حلوا، أما هو فقد وجد الصدود حيثما نزل، وعز عليه أن يجد بين الطوائف الجديدة في الشام الأمن القديم الذي كفله المصريون والسوريون في أيام استقرارهم ومجدهم. وعندما عاد إلى وطنه كان أمينًا في تسجيل ما مر به وتحدث به أو سمعه بكل ما فيه من مرارة وأسى على سمعة وطنه[3].
وإلى جانب صبغتها التقريرية أو الإدارية تعتبر قصة ونآمون من عيون أدب الرحلات في العصور القديمة ونموذجًا لأسلوب الكتابة واللغة المصرية القديمة في عصورها الأخيرة، كما تحمل أكثر من شاهد على اعتزاز المصري الأصيل بقوميته وكرامة بلاده حتى في فترات ضعفها، ولباقته في مواجهة المصاعب وهو مغترب عنها. [1] Millard, Iraq, Xxxii, 1970, 168-9. [2] Lefebvre, Op. Cit., 205 F., 272 F.; Jea, Xv, 194 F.; Zaes, 1930, 129 F.; Jnes, 1948, 157 F.; Kees, Herihor Und Die Aufrichtung Des Gottesstaates, 1936; Gardiner, Egypt Of The Pharaohs, 1961, 302 F.
والغريب أن ياروسلاف تشرني مساعد الأستاذ جاردنر قد كرر آراءه في المرجع السابق عن شخصية حريحور وزمنه في مقال تال عام 1965 دون أن يشير معها إلى اسم أستاذه الذي كان قد توفي ذلك الحين.
See, The Cambridge Ancient History, Revised Edition Of Vol. I, Ch. Xxxv, 1965, 32 F. [3] Gardiner, Late Egyptian Stories, 61 F.; J. Wilson, In Anet. 25 F.; Lefebvre, Chr. D’egypte, 1936, 97 F.
وعن توقيت قصة ونآمون بنهاية عصر الأسرة العشرين، وليس بعصر الأسرة الحادية والعشرين كما كان شائعًا بين المؤرخين:
See, Gardiner, Egypt Of The Pharaohs, 306 F.
ومرة أخرى أخذ تشرني هذا الرأي عن أستاذه ولم يشر إلى مصدره في مؤلفه الذي تلاه.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 248