responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 398
وتخبط فيه بعض آخر كالأسماك، وأشهر مقمعته بيمناه كأنما يرعب بها من بقي منهم على قيد الحياة. وكأنما أحاط بهم وأوقعهم في شباكه. ووفق الفنان إلى تصوير منظره هذا وأغلب صوره الأخرى توفيقًا واضحًا بالنسبة لعصره، واتبع في تصوير بعض الجنود طريقة التصفيف الرأسي فجعل أدناهم مكانًا أقلهم ارتفاعًا وأبعدهم مكانا أكثرهم ارتفاعًا، وإن أخطأ فجعل هؤلاء الأخارى أضخم في حجومهم ممن يتقدمونهم.
ولما استقر النصر لإياناتم وجنوده، أعاد تخطيط الحدود، لصالح دولته بطبيعة الحال، وأجبر خصومه على عقد معاهدة جديدة أعاد بمقتضاها النصب القديم إلى مكانه، وحفر رجاله خندقًا كبيرًا على طول الحدود وأقاموا عدة نصب على امتداده، وبنوا على جانبيه عدة مزارات لمعبوداتهم لتكون رادعًا للعدوان، ويبدو أنه كان من المفروض أن تجري المياه إلى الخندق من قنوات أوما المهزومة. وأراد إياناتم أن يخفف وقع الهزيمة على خصومه فسمح لهم باستغلال جزء من الأرض الحدودية بشرط أداء الضرائب عليها, وذكرت نصوصه أن رجاله حفروا قناة كبيرة امتدت من النهر إلى خزان متسع كبير عند مدينة لجش[1]. ثم شجعه نصره على مهاجمة مدن أور وأوروك وكيش وغيرها، واشتد على حكامها، وابتغى أن يكفل لنفسه السيادة على أرض سومر، وادعت نصوصه أنه تجاوز حدودها شرقًا وغربًا، ولكنه لم يتمتع بثمرة انتصاراته طويلًا، فثارت ضده أغلب المدن التي حاول إخضاعها، ولقي بعض الفشل بجنوده على حدود إلام "عيلام في إيران".
ولما قضى الرجل نحبه حاول بعض خلفائه أن ينهجوا نهجه في الحرب وبسط النفوذ، فكانت لهم حروبهم على حدود عيلام وحاولوا زيادة اتصالاتهم ببلاد الشام. فقد خلفه أخوه إناناتوم الذي ذكر في نصوصه أن نانشه قد أحبته، وأن إنانا سمته باسمه، وعلمه إنكي الحكمة، ووهبه إنليل القوة، وزكاه الملك أوروسكار، حتى لقد أصبحت الأقطار الأخرى ملك يمينه وألقى الثوار تحت أقدامه - وظل مع ذلك يعتبر إنسيًا للآلهة وأقام لهم المعابد وأصلح مرافق بلده[2]. ولكن لم تخل الأيام من منازعات مع دولة أو ما قص خبرها أحد كتبة "إينتيمنا" "ابن أخي إياناتم" على أسطوانتين من الطين، وبدأ قصته بعلاقات المدينتين منذ أيام ميسيلم، وأنهاها باستنزال اللعنات على من يتعدوا الحدود الموسومة باسم نين جيرسو ونانشه، سواء أكانوا من دويلة أوما أم من غيرها، واستعدى عليهم ربه إنليل ودعا عليهم بأن يلقي عليهم نين جيرسو شبكته، وأن تتنزل عليهم يده الرفيعة وقدمه السنية من عل. ولم يكتف الرجل باستنزال اللعنات، وإنما تلاقى جيشه مع خصومه أهل أوما في سهل "جانا أوجيحا" ودحرهم، ثم أعاد الكرة عليهم حينما سيطر على حكمهم كاهن يدعى "إل" ذهبت آماله إلى حد الطمع في مهاجمة لجش نفسها. وتخلفت من عهد

[1] كان اسم القناة "هو مادشا" ويحتمل أن تكون القناة الحالية التي تتفرع من دجلة عند قنطرة كوت وتنحدر جنوبًا حتى تلو "لجش" وتسمى شط الحي. أما الخزان فكان متسعًا وأكمل في عهد ابن أخيه أنتيمنا Jacobsen, Sumer, 1969, 103 F.
[2] Iraq Museum, I.M. 67842; Sumer, 1973, 29 F.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست