وأمه: الصّعبة بنت الحضرميّ. وكانت قبل أن تكون عند «عبيد الله» تحت «أبى سفيان بن حرب» فطلّقها، ثم تتبعتها نفسه، فقال: [متقارب]
إني وصعبة فيما يرى [1] ... بعيدان والودّ ودّ [2] قريب
/ 118/ فإن لم يكن نسب ثاقب [1] ... فعند الفتاة جمال وطيب
فيا لقصىّ ألا فاعجبوا ... للوبر [2] صار الغزال الرّبيب
ولما قدم «البصرة» لقتال «عليّ» شهد «يوم الجمل» ، فنظر إليه «مروان ابن الحكم» ، وكان يحقد عليه ما كان منه من أمر «عثمان» - رضى الله عنه- فرماه بسهم، فأصاب ساقه، فشكّها [3] بجنب الفرس، فاعتنق هاديه- يعنى: عنق الفرس- وقال: تاللَّه ما رأيت مصرع أشياخ أضيع. ومات، فدفن بقنطرة قرّة.
ثم رأت «عائشة» ابنته بعد موته بثلاثين سنة في المنام، أنه يشكو إليها النزّ [3] ، فاستخرج طريّا، وتولّى إخراجه، عبد الرحمن بن سلامة التّيمي، ودفن في داره، في الهجريّين «4» بالبصرة. فقبره هناك مشهور.
وكان لطلحة أخوان: عثمان بن عبيد الله، ومالك بن عبيد الله.
فأما «عثمان» فكان له قدر في قريش في الجاهلية، وأدرك الإسلام. فأخذ «طلحة» و «أبا بكر» فقرنهما بحبل، فلذلك سميا القرينين. وقال بعض آل الزّبير في رجل من ولد طلحة، ولده «أبو بكر» : [1] ب: «أرى» . [2] ب: «منها» . [3] ص، د: «الندى» . وفي الرياض النضرة (2: 348) : «البرد» .