إلى ملك مصر فاقتتلا، فظفر به «بخت نصّر» فأسره، وأسر بنى إسرائيل، وقتل جنوده، ثم لحق بأرض بابل.
وأقام «أرميا» بأرض مصر واتخذ جنينة، وزرع فيها بقلا يعيش منه [1] ، فأوحى الله إليه: إن لك همّا وشغلا عن الزرع والمقام بأرض مصر [2] ، وكيف تسعك أرض [3] أو تحملك، مع ما تعلم من سخطى على بنى إسرائيل، فليحزنك هذا القضاء [4] الّذي قضيته على «إيليا» [1] وأهلها، وأنه ليس زمن العمران. ولكنه زمن الخراب، فاعمد إلى جنينتك هذه فاهدم جدارها، وانتف بقلها، وغوّر نهرها، والحق بإيليا، ولتكن بلادك حتى يبلغ كتابي أجله.
فخرج «أرميا» مذعورا خائفا- وذلك في زمان الثمار- فركب أتانا له.
وتزوّد سلّة فيها عنب وتين، واتخذ سقاء جديدا [5] فملأه ماء. ثم فتل حبلا جديدا فرسن به أتانه، ثم انطلق حتى إذا رفع له شخص بيت المقدس رأى خرابا عظيما لا يوصف، فقال: أنّى يحيى هذه الله بعد موتها [2] . فأماته الله مائة عام.
ثم ابتعث ملكا من ملوك فارس، يقال له: كوش [6] ، فعمرها، وأحياه الله.
وقيل له: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ [2]: 259 [3][7] . [1] ب، ل: «به» . [2] و: «الكفر» [3] ب: «أرض إفريقية» . [4] ب، ل: «البلاء» . [5] و: «شديدا» . [6] ب، ل: «كوشا» .
ق، م: «كوشك:. [7] بعد الآية الكريمة في «ب» : ويقال: «إنه كوش الملك» .