نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 122
وكان الفيقار قد بعث رجلا عربيا، فقال: ادخل في هؤلاء القوم يوما وليلة، ثم ائتني بخبرهم، فجاء فقال: بالليل رهبان وبالنهار فرسان، ولو سرق ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنا رجم لإقامة الحق فيهم، فَقَالَ: لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، فلما أقبلوا تجلجل الفيقار وأشراف من الروم برانسهم، ثم جلسوا وقالوا: لا نحب أن نرى يوم السوء إذا [1] لم نستطع أن نرى يوم السرور، وإذ لم نستطع أن نمنع النصرانية فأصيبوا في تزملهم.
وقال عكرمة بن أبي جهل يومئذ [2] : قاتلت رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ في كل موطن، وأفر منكم اليوم، ثم نادى: من يبايع على الموت؟ فبايعه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحا. وأتى خالد [بعد ما أصبحوا] [3] بعكرمة جريحا، فوضع رأسه على فخذه، وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح عن وجوههما [4] ، ويقطر في حلوقهما الماء، [ويقول: كلا، زعم ابن الحنتمة أنا لا نستشهد] [5] .
وأصيبت يومئذ عين أبي سفيان، فأخرج السهم من عينه [أبو] [6] حثمة. وقاتل النساء يومئذ، منهن جويرية [7] بنت أبي سفيان [8] .
وقتل الله أخا هرقل، وأخذ التذارق [9] ، وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون مدينة حمص، فارتحل فجعل مدينة حمص بينه وبينهم [10] . [1] في الأصل: «يوم السواد إن» ، والتصحيح من الطبري. [2] تاريخ الطبري 3/ 401. [3] ما بين المعقوفتين: من الطبري. [4] في الأصل: «في وجوههما» . [5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري. [6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري. [7] في الأصل: «جويرثة» . [8] من خبر في تاريخ الطبري، عن أبي أمامة بتصرف (تاريخ الطبري 3/ 101. [9] من خبر في تاريخ الطبري 3/ 403 عن يزيد بن سنان، عن رجال من أهل الشام ومن أشياخهم بتصرف. [10] في الأصل: البدارق، وفي أ: التدارق، وما أوردناه من الطبري.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 122