فتراضيا به وجعلا بينهما/ خمسين من الإبل للمنفّر على صاحبه، قال: فخرجا نحوه وخرج معهما نفر من قومهما حتى أتوا سطيحا وهو يومئذ بصعدة [1] باليمن فوجدوا في طريقهم مخلب ليث فجعلوه في مزود مع غلام أسود كان لأسيد بن أبي العيص وقالوا: نخبأه له ونسأله عنه [2] فإن أصاب [3] نتحاكم [4] إليه، فأتوه فأناخوا ببابه، وعقلوا الإبل عن الرجلين بفنائه، قال: فوثب رجل من بني مخزوم وقال يا سطيح: (الرجز)
إليك حينا يا سطيح نعمد ... يقودنا جمعا إليك الفدفد [5]
لسنا إلى غيرك حقا نقصد ... ما إن لنا عنك هديت عندد [6]
فعجّل الحكم ولا تردّد
قال: فخرج إليهم سطيح، فقالوا: إنا قد خبأنا لك خبيئا فأنبئنا عنه حتى نتحاكم إليك بعد، فقال: خبأتم لي عودا وما هو بعود، بل حجرا وليس بالجلمود، فقالوا: بينّ، فقال: هو أخنف [7] محدد، في مكتل أو مزود، مخلب ليث أربد، مع الغلام الأسود. قالوا: صدقت فاحكم بين الوليد بن المغيرة وبين أسيد بن أبي العيص، فقال: بالنجود أحلف وبالتهائم، ثم بيت الله ذي الدعائم، وكل من حج على شداقم [8] إني بما جئتم به لعالم، إن ابن مخزوم أخو المكارم، فارجع يا أسيد بأنف راغم [9] . ثم أقبل عليهما فقال: أما أنت [1] صعدة بفتح الصاد وسكون العين. [2] زاد بعده في الأصل: قال. [3] في الأصل: أصابه. [4] في الأصل: تحكموا إليه.
[5] الفدفد بفتح الفائين: الفلاة التي لا شيء بها، وقيل: هو الأرض الغليظة ذات الحصى.
[والشطر الثاني في الأصل هكذا «يقود جميعنا إليك الفدفد» مختل الوزن لعله كما أثبتناه- مدير] .
[6] العندد كجندب: الحيلة والمحيص. [7] الأحنف بفتح الهمزة والنون: من اعوجت رجله إلى داخل. [8] الشداقم جمع الشدقم كجعفر وهو الواسع الشدقين- يعني الإبل. [9] ليست بأبيات لكنها سجع الكهان.