الدولة [1] لقيس على قريش، وقال: دعوا قريشا أبعد الله فو الله نهيته لا يفلت منهم رجل فكان حكيم بن حزام/ يحدث يقول: شهدت عكاظ فبنو بكر [2] كانوا أشد علينا من قيس انكشفوا علينا وتركونا، وكان سعيد بن يربوع يقول: رأيتنا يومئذ وما أتينا أول النهار إلا من بني بكر انكشفوا عنا وتركونا، فلما كان وسط النهار ظهرت عليهم كنانة فقتلوهم قتلا ذريعا، وشركت [3] كنانة يومئذ بنو الحارث بن عبد مناة كانت تتقدم [4] الناس وكانت قريش من ورائهم ولم تكن [5] مع بلحارث [6] فقتل يومئذ تحت رايتهم مائة رجل صبروا لهم، وانهزمت قيس، وقتل من أشرافهم [7] عباس الرعلي [7] في بشر من بني سليم، وانهزمت ثقيف وبنو عامر، وقتل يومئذ من بني عامر عشرة، فلما رأى ذلك شيخ [8] من بني نصر صاح يا معشر بني كنانة! أسرفتم في القتل، فأجابه عبد الله بن جدعان: إنا معشر سرف، ولما رأى أشراف قيس ما تصنع قبائل قيس من الفرار عقل رجال منهم أنفسهم منهم سبيع بن ربيعة وغيره ثم اضطجع وقال: يا معشر بني نصر! قاتلوا عني أو ذروا، فعطف عليه بنو نصر وبنو جشم وبنو سعد بن بكر وفهم، وهربت قبائل قيس غيرهم [9] ، فقاتلوا حتى انتصف النهار، ثم إن عتبة بن ربيعة نادى [10] وإنه يومئذ لشاب ما كملت له ثلاثون سنة: يا معشر قريش! علام تقتلون أنفسكم؟ إن هذا ليس برأي، [1] الدولة بفتح الدال: الغلبة. [2] بنو بكر بطن من كنانة. [3] في الأصل: شركته. [4] في الأصل: تقدم. [5] في الأصل: يكن- بصيغة المذكر. [6] يعني بني الحارث بن عبد مناة. [7] في الأصل: عباس والرعلي. [8] هو أبو السيد عم مالك بن عوف النصري- قاله ابن الأثير في تاريخه 1/ 216. [9] يعني غير هؤلاء الذين ذكرهم آنفا. [10] في الأصل: نادا.