ففعلوا، قال الكلبي: فقال المطلب بن أبي وداعة: كنت [1] غلاما من غلمان قريش فأقبلت من باب المسجد وأنا أنظر إليها، فوضعت ثيابها وطافت بالبيت أسبوعا وهي تقول: (الرجز)
اليوم يبدو [2] نصفه أو كله ... وما بدا منه [3] فلا أحله
حتى فرغت ونحر عنها ما ذكرت من الإبل وغزلت ذلك الوبر، فولدت لهشام سلمة بن هشام، فكان من خيار المسلمين، قال فبينا هي ذات ليلة قائمة إذ سمع هشام صوت صائحة فقال: ما هذا؟ فقيل عبد الله بن جدعان التيمي مات، فقالت [4] ضباعة [5] : أما والله! لنعم زوج العربية كان، فقال هشام: إي والله! وابنة العم القريبة، ثم مات هشام بعد ذلك عنها، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إلى ابنها سلمة بن هشام فقال: يا سلمة! زوجني ضباعة، فقال: حتى استأمرها يا رسول الله! فاستأمرها فقال: يا ضباعة! إن رسول الله صلى الله عليه خطبك إلي، قالت: ويلك! فما قلت له؟ قال: قلت: حتى استأمرها، قالت:
أتستأمرني في رسول الله صلى الله عليه؟ قبح الله رأيك! ارجع لا يكون رسول الله صلى الله عليه قد بدا له، قال: فجاء [6] ، وقد ذكر لرسول الله صلى الله عليه [عنها-] [7] كبرة [8] فقال: يا رسول الله! قد استأمرت فأمرتني أن أفعل، قال:
فسكت عنه النبي صلى الله عليه
هذا حديث النسأة [9] من كنانة
أبو البختري قال حدثني الضحاك بن عثمان عن إبراهيم بن عبد [1] في الأصل: فكنت. [2] في الأصل: يبدوا. [3] أي من جسمها. [4] في الأصل: فقال. [5] في الأصل: الضباعة. [6] في الأصل: فجا. [7] الزيادة من أنساب الأشراف 1/ 460. [8] الكبرة بكسر الكاف: الكبر في السن. [9] النسأة كأسوة، والنسيئة: التأخير والتأجيل.