قبل الحديبية [1] فهو مشدود [2] وكل حلف كان بعدها فهو منقوض [3] ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وادع قريشا كتب بينه وبينهم وأنه من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها دخل ومن أحب أن يدخل في عهد محمد صلى الله عليه وعقده دخل، قال: وقال ابن عباس: كل حلف كان قبل نزول قول الله عز وجل وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ [4]: 33 [4] مشدود [5] وكل حلف كان بعدها فهو منقوض [6] ، قال: وقال محمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري: نزلت في الحلف يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ [5]: [1][7] إلى آخر الآية، قال: وقال محمد بن علي عن أبيه عن يزيد بن ركانة [8] قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر/ قريش! ادخلوا دار الندوة ولا يدخلن أحد ألّا أنتم، فقالوا: يا رسول الله! إن فينا غيرنا، قال: من؟ قالوا: عتبة بن غزوان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حليف القوم منهم وابن أخت القوم منهم ومولى القوم منهم» قال: وحدث بمثله عن حزام بن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه. قال: وقد دخل في أحلاف قريش من ليس لهم بحليف، منهم الحضارمة [9] وكان أمرهم أن كسرى بعث بلطيمة [10] إلى عكاظ فتعرضت [11] له [1] وكانت هدنة الحديبية سنة 6 من الهجرة. [2] في الأصل: مشود. [3] في الأصل: منقوص- بالصاد المهملة. [4] سورة 4 آية 33. [5] في الأصل: مشود. [6] في الأصل: منقوص- بالصاد المهملة. [7] سورة 5 آية 1. [8] ركانة بضم الراء. [9] في الأصل: الخضارمة- بالخاء المعجمة. [10] اللطيمة كجريمة: العير التي تحمل الطيب وبز التجارة، وقيل كل سوق يجلب إليها غير ما يوكل من حر الطيب والمتاع. [11] في الأصل: فعرضت.