ابن كعب في الإسلام أن أبا الجهم [1] بن حذيفة بن غانم كان من رجال قريش في الجاهلية وكان يوازن عمر بن الخطاب قبل إسلامه في [2] غيلته [3] لرسول [4] الله صلى الله عليه ومعاداته، فأكرم الله عمر بما أكرمه من الإسلام واستجاب فيه دعوة نبيه عليه السلام وأعزّ به دينه وأبطأ أبو الجهم عن الإسلام حتى أسلم يوم الفتح [5] ، ثم انتقل إلى المدينة ولزم النبي صلى الله عليه، وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه أتي بخميصتين [6] سوداوين فلبس إحداهما [7] وبعث بالأخرى إلى أبي الجهم، وكانت خميصة رسول الله صلى الله عليه ذات علم فكان إذا قام إلى الصلاة نظر إلى علمها فكرهها لذلك وبعث بها إلى أبي الجهم بعد ما لبسها لبسات وأرسل إلى خميصة أبي الجهم فلبسها بعد ما لبسها أبو الجهم لبسات، وكان أبو الجهم في خلافة عمر يجلس في موضع البلاط [8] بالمدينة في أشياخ من نظرائه من أهل مكة يتحدثون، فكان الفتى من فتيان قريش يمر بهم فيرمونه بعيوب آبائه وأمهاته في الجاهلية، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهاهم عن ذلك المجلس، فلما قتل عثمان بن عفان خرج به نفر من قريش ليلا ليصلوا عليه ويدفنوه فأتاهم جبلة بن عمرو الساعدي فمنعهم الصلاة عليه، فقال أبو الجهم وهو في القوم: والله! لئن لم تصلوا عليه لقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه، وكانت تحت أبي الجهم خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس [9] فولدت له محمد بن أبي الجهم، وكان [1] صرح ابن حجر في الإصابة 4/ 35 أن اسمه عبيد عند الزبير بن بكار وابن سعد، وعامر عند البخاري. [2] في الأصل: على. [3] في الأصل: عيلة، والغيلة بالكسر: الخديعة والاغتيال. [4] في الأصل: رسول. [5] يعني فتح مكة وكان ذلك سنة 8 من الهجرة. [6] الخميصة كصحيفة: كساء أسود مربع له علمان، والجمع خمائص. [7] في الأصل أحدهما. [8] البلاط بكسر الباء وفتحها: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد النبي وبين سوق المدينة- معجم البلدان 2/ 2. [9] عدس كزفر.