متاع أيام وكل ذاهب
ونظروا فإذا هي امرأة فقالوا لها: ما أنت إنسية أم جنية؟ قالت: بل إنسانة من جرهم: (الرجز)
أهلكنا الذر زمان يقدم [1] ... بمجحفات [2] وبموت لهذم [3]
حتى تركنا برقاق [4] أهيم [5] ... للغي منا وركوب المأثم
ثم قالت: من ينحر لي كل يوم جزورا ويعد لي زادا وبعيرا ويبلغني بلادا فوزا أعطه مالا كثيرا، فانتدب لها رجلان من جهينة بن زيد فسارا بها ليالي وأياما حتى انتهت إلى جبل جهينة فأتت على قرية نمل وذر فقالت:
يا هذان! ههنا هلك قومي فاحتفروا هذا المكان، فاحتفروا عن مال كثير من ذهب وفضة فأوقرا بعيريهما، وقالت لهما: إياكما أن تلتفتا فيختلس ما معكما، وأقبل الذر حتى غشيها فمضيا غير بعيد والتفتا فاختلس ما كانا احتملا، فنادياها: هل من ماء؟ فقالت: نعم، في موضع هذه [6] الهضاب [7] ، وقالت وقد غشيها الذر: (الرجز)
يا ويلتي يا ويلتا من أجلي ... أرى صغار الذر تبغي هبلى [8]
سلطن يفرين على محملي ... لما رأيت أنه لا بد لي
من منعة أحرز فيها معقلي [1] في الأصل: يعلم، ولعل الصواب ما أثبتنا، ويقدم أبو قبيلة وهو ابن غزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. [2] في الأصل: بمحجفات- بتقدم الحاء على الجيم، والمجحفات جمع المجحفة وهي المصيبة.
[3] اللهذم كجعفر: القاطع وهو من صفة السنان والسيف والناب. [4] الرقاق بضم الراء: الأرض المنبسطة اللينة التراب أو التي نضب عنها الماء. [5] الأهيم: العطشان، ويقال رمل أهيم للذي لا يروي. [6] في الأصل: هذا. [7] الهضاب جمع الهضبة بفتح الهاء وهي الجبل المنفرد وما ارتفع من الأرض.
[8] هبلي بالتحريك أي هلاكي.