من عنده أقبل على عبد المطلب وأصحابه فقال: حاجتكم؟ قالوا: إنا قد خبأنا خبيئا فأنبئنا عنه، قال: نعم، خبأتم لي شيئا طار، فسطع فتصوّب [1] فوقع فالأرض منه بلقع [2] ، قالوا: لاده [3] أي بيّن، قال: هو شيء طار، فاستطار ذو ذنب جرار، ورأس كالمسمار [4] ، وساق كالمنشار، قالوا: لاده قال: إن لاده فلاده [5] ، هو رأس جرادة، في خربة [6] مزادة، في عنق سوار ذي القلادة، قالوا له: قد أصبت، فانتسبا له وقالا له: أخبرنا في ما اختصمنا، قال:
أحلف بالضياء والظلم، والبيت ذي الحرم، أن المال [7] ذا الهرم، للقرشي ذي الكرم، قال، فغضب الثقفيون، فقال جندب بن الحارث [8] : اقض لأرفعنا مكانا، وأعظمنا جفانا، وأشدنا طعنا، فقال عبد المطلب: اقض لصاحب الخيرات الكبر [9] ، ومن كان أبوه سيد مضر، وساقي الحجيج إذا كثر، فقال الكاهن: (الرجز)
أما ورب القلص [10] الرواسم [11] ... يحملن أزوالا [12] بقيّ [13] طاسم [14] [1] تصوّب تسفل. [2] في الأصل: بقع، والتصحيح من نهاية الأرب 3/ 139، والبلقع: أرض قفر لا نبات فيها. [3] في أنساب الأشراف 1/ 75: إلّا ده. [4] في الأصل: كالمسهار- بالهاء. والمسمار: الوتد من الحديد. [5] في الأصل: لاده، ومعنى إن لاده فلاده: إلا يكن قولي بيانا فلا بيان- انظر مجمع الأمثال للميداني 1/ 29. [6] في الأصل: خرب. [7] في الأصل، الدفين، ولعله مصحف عن «المال» وفي أنساب الأشراف 1/ 75: ماء. [8] في الأصل: الحرثي. [9] في الأصل: الكبرى. [10] القلص كعنق جمع القلوص كزبور: الطويلة القوائم من الإبل. [11] الرواسم جمع الراسمة وهي الإبل السائرة رسيما والرسيم سير لها فوق الذميل. [12] في الأصل: أذوالا- بالذال المعجمة، والزول كقول: الشجاع والظريف وقيل الفطن، جمعه الأزوال. [13] القي كري بكسر الراء: قفر الأرض.
[14] الطاسم: المظلم أو الأغبر.