نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 440
وخبرها وتسمّى أمّ القرى وتسمّى الكعبة لعلوّها من اسم الكعب. ويقال لها أيضا بكّة قال الأصمعيّ: لأنّ النّاس يبكّ بعضهم بعضا إليها أي يدفع وقال مجاهد باء بكّة أبدلوها ميما كما قالوا لازب ولازم لقرب المخرجين. وقال النّخعيّ بالباء وبالميم البلد وقال الزّهريّ بالباء للمسجد كلّه وبالميم للحرم وقد كانت الأمم منذ عهد الجاهليّة تعظّمه والملوك تبعث إليه بالأموال والذّخائر مثل كسرى وغيره وقصّة الأسياف وغزالي الذّهب اللّذين وجدهما عبد المطّلب حين احتفر زمزم معروفة وقد وجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين افتتح مكّة في الجبّ الّذي كان فيها سبعين ألف أوقيّة من الذّهب ممّا كان الملوك يهدون للبيت فيها ألف ألف دينار مكرّرة مرّتين بمائتي قنطار وزنا وقال له عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: «يا رسول الله لو استعنت بهذا المال على حربك» فلم يفعل. ثمّ ذكر لأبي بكر فلم يحرّكه. هكذا قال الأزرقيّ. وفي البخاريّ يسنده إلى أبي وائل قال:
جلست إلى شيبة بن عثمان وقال جلس إليّ عمر بن الخطّاب فقال: «هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلّا قسمتها بين المسلمين» قلت: ما أنت بفاعل؟
قال: ولم؟ قلت: فلم يفعله صاحباك فقال هما اللّذان يقتدى بهما. وخرّجه أبو داود وابن ماجة وأقام ذلك المال إلى أن كانت فتنة الأفطس وهو الحسن بن الحسين [1] بن عليّ بن عليّ زين العابدين سنة تسع وتسعين ومائة حين غلب مكّة عمد إلى الكعبة فأخذ ما في خزائنها وقال ما تصنع الكعبة بهذا المال موضوعا فيها لا ينتفع به نحن أحقّ به نستعين به على حربنا وأخرجه وتصرّف فيه وبطلت الذّخيرة من الكعبة من يومئذ. (وأما بيت المقدس) وهو المسجد الأقصى فكان أوّل أمره أيّام الصّابئة موضع الزّهرة وكانوا يقرّبون إليه الزّيت فيما يقرّبونه يصبّونه على الصّخرة الّتي هناك ثمّ دثر ذلك الهيكل واتّخذها بنو إسرائيل حين ملكوها قبلة لصلاتهم. وذلك أنّ موسى صلوات الله عليه لمّا خرج [1] وفي النسخة الباريسية: الحسين بن الحسين.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 440