نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 441
ببني إسرائيل من مصر لتمليكهم [1] بيت المقدس كما وعد الله أباهم إسرائيل وأباه إسحاق من قبله وأقاموا بأرض التّيه أمره الله باتّخاذ قبّة من خشب السّنط عيّن بالوحي مقدارها وصفتها وهياكلها وتماثيلها وأن يكون فيها التّابوت ومائدة بصحافها ومنارة بقناديلها وأن يصنع مذبحا للقربان وصف ذلك كلّه في التّوراة أكمل وصف فصنع القبّة ووضع فيها تابوت العهد وهو التّابوت الّذي فيه الألواح المصنوعة عوضا عن الألواح المنزلة بالكلمات العشر لمّا تكسّرت ووضع المذبح عندها. وعهد الله إلى موسى بأن يكون هارون صاحب القربان ونصبوا تلك القبّة بين خيامهم في التّيه يصلّون إليها ويتقرّبون في المذبح أمامها ويتعرّضون [2] للوحي عندها.
ولمّا ملكوا أرض الشام أنزلوها (بكلكال) من بلاد الأرض المقدّسة ما بين قسم بني يامين وبني أفراييم. وبقيت هنالك أربع عشرة سنة: سبعا مدّة الحرب، وسبعا بعد الفتح أيّام قسمة البلاد. ولمّا توفي يوشع عليه السّلام نقلوها إلى بلد شيلو قريبا من كلكال، وأداروا عليها الحيطان. وأقامت على ذلك ثلاثمائة سنة، حتى ملكها بنو فلسطين من أيديهم كما مرّ، وتغلبوا عليهم. ثمّ ردّوا عليهم القبّة ونقلوها بعد وفاة عالي الكوهن إلى نوف. ثمّ نقلت أيام طالوت إلى كنعون في بلاد بني يامين. ولمّا ملك داود عليه السّلام نقل القبة والتّابوت إلى بيت المقدس وجعل عليها خباء خاصّا ووضعها على الصّخرة ...
وبقيت تلك القبّة قبلتهم ووضعوها على الصّخرة ببيت المقدس وأراد داود عليه السّلام بناء مسجده على الصّخرة مكانها فلم يتمّ له ذلك وعهد به إلى ابنه سليمان فبناه لأربع سنين من ملكه ولخمسمائة سنة من وفاة موسى عليه السّلام.
واتّخذ عمده من الصّفر وجعل به صرح الزّجاج وغشّى أبوابه وحيطانه بالذّهب [1] وفي النسخة الباريسية: ليملكهم. [2] وفي النسخة الباريسية: ويقربون في المذبح أمامها ويتوجهون.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 441