نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 809
لقد كنت أنا وياه في زهو بيتنا ... عناني بحجة ما غباني دليلها
وعدت كأني شارب من مدامة ... من الخمر فهو ما قدر من يميلها
أو مثل شمطامات مظنون كبدها ... غريبا وهي مدوّخه عن قبيلها
أتاها زمان السوء حتى تدوّحت ... وهي بين عربا غافلا عن نزيلها
كذلك أنا مما لحاني من الوجى ... شاكي بكبد باديتها زعيلها
وأمرت قومي بالرحيل وبكّروا ... وقوّوا وشدّاد الحوايا حميلها
قعدنا سبعة أيام محبوس نجعنا ... والبدو ما ترفع عمود يقيلها
نظلّ على حداب الثنايا نوازي ... يظل الجرى فوق النضا ونصيلها
ومن شعر سلطان بن مظفّر بن يحيى من الزواودة [1] أحد بطون رياح وأهل الرئاسة فيهم، يقولها وهو معتقل بالمهديّة في سجن الأمير أبي زكريّا بن أبي حفص أوّل ملوك إفريقية من الموحّدين:
يقول وفي بوح الدجا بعد وهنة ... حرام على أجفان عيني منامها
يا من لقلب حالف الوجد والأسى ... وروح هيامي طال ما في سقامها
حجازية بدوية عربية ... عداوية ولها بعيد مرامها
مولعة بالبدو لا تألف القرى ... سوى عانك الوعسا يؤتي خيامها
غيات ومشتاها بها كل شتوة ... ممحونة بيها وبيها صحيح غرامها
ومر باها عشب الأراضي من الحيا ... يواتي من الخور الخلايا جسامها
تشوق شوق العين مما تداركت ... عليها من السحب السواري عمامها
وماذا بكت بالما وماذا تناحطت ... عيون غرار المزن عذبا حمامها
كأنّ عروس البكر لاحت ثيابها ... عليها ومن نور الأقاحي خزامها
فلاة ودهنا واتساع ومنة ... ومرعى سوى ما في مراعي نعامها
ومشروبها من مخض ألبان شولها ... غنيم ومن لحم الجوازي طعامها [1] كذا. وفي نسخة: الدواودة.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 809