آذان الحمير، ثم تنشق عن مثل اللؤلؤ، ثم يخضر، فيكون كالزمرد الأخضر، ثم يحمر فيكون كالياقوت الأحمر، ثم يينع فينضج فيكون كأطيب فالوذج أكل، ثم ييبس فيكون عصمة، للمقيم وزادًا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أدري هذه الشجرة إلا من شجر الجنة، فكتب إليه عمر: من عبد الله أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم: إن رسلك قد صدقوك هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله، فـ {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَاب} الآية. [آل عمران: 59] .
وأخرج ابن سعد عن ابن عمر: أن عمر أمر عماله فكتبوا أموالهم، منهم سعد بن أبي وقاص فشاطرهم عمر في أموالهم، فأخذ نصفًا وأعطاهم نصفًا.
وأخرج عن الشعبي: أن عمر كان إذا استعمل عاملًا كتب ماله.
وأخرج عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مكث عمر زمانًا لا يأكل من بيت المال شيئًا، حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة[1]، فأرسل إلى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستشارهم فقال: قد شغلت نفسي في هذا الأمر، فما يصلح لي منه فقال علي: غداء وعشاء، فأخذ بذلك عمر[2].
وأخرج عن ابن عمر: أن عمر حج سنة ثلاث وعشرين فأنفق في حجته ستة عشر دينارًا، فقال: يا عبد الله، أسرفنا في هذا المال.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن قتادة والشعبي قالا: جاءت عمر امرأة فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فقال عمر: لقد أحسنت الثناء على زوجك، فقال كعب بن سوار: لقد شكت، فقال عمر: كيف؟ قال: تزعم أنه ليس لها من زوجها نصيب، قال: فإذ قد فهمت ذلك فاقض بينهما، فقال: يا أمير المؤمنين أحل الله لنا من النساء أربعًا، فلها من كل أربعة أيام يوم، ومن كل أربع ليال ليلة[3].
وأخرج عن ابن جرير قال: أخبرني من أصدقه أن عمر بينما هو يطوف سمع امرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فلولا حذار الله لا شيء مثله ... لزحزح من هذا السرير جوانبه
فقال عمر: ما لك؟ قالت: أغزيت زوجي منذ أشهر، وقد اشتقت إليه، فقال: أردت سوءًا؟ قالت: معاذ الله، فقال: فاملكي عليك نفسك، فإنما هو البريد إليه، فبعث إليه، ثم دخل على حفصة فقال: إني سائلك على أمر قد أهمني فافرجيه عني، كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟ فخفضت رأسها واستحيت، قال: فإن الله لا يستحيي من الحق، فأشارت بيديها ثلاثة أشهر، وإلا فأربعة أشهر، فكتب عمر ألا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر[4]. [1] أي: الجوع والضعف، وأصلها الفقر والحاجة إلى الشيء، النهاية "37/2". [2] أخرجه ابن سعد "263/2". [3] أخرجه عبد الرزاق "12586/7". [4] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "12593/7".