responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل    جلد : 1  صفحه : 213
فتح الأبلة والبصرة:
شكل قطاع الأبلة والبصرة، والأهواز جبهة قتالية مساندة تزامنت أحداثها مع فتح المدائن، وما تفرع عنه، لقد أراد عمر أن يفتح جبهة ثانية ضد يزدجرد الذي كان يقاتل انطلاقًا من المدائن لتخفيف الضغط عن هذه الجبهة، فأرسل عتبة بن غزوان المازني إلى البصرة في "أواخر ذي القعدة 15هـ/ أواخر كانون الول 636م"، وحدد له هدفين:
الأول: حجز القوات الفارسية في هذه المنطقة، ومنعها من التحرك شمالًا لمساعدة جبهة المدائن.
الثاني: فتح الأبلة؛ لأن سقوطها سوف يربك الفرس، ويزيد الوضع الفارسي سوءًا.
وأمره أن يدعو القوم إلى الإسلام، فمن أجابه قبل منه، ومن أبى فالجزية عن صغار وذلة، وإلا فالسيف في غير هوادة[1].
وصل عتبة إلى الخريبة[2] في شهر "ربيع الآخر 16هـ/ نيسان 637م" على رأس ثمانمائة مقاتل، وعسكر في أقصى البر من أرض العرب، وأدنى أرض الريف من أرض العجم على مقربة من البصرة اليوم، وبها حامية فارسية مهمتها منع غارات المسلمين على الأبلة مرفأ التجارة، وقصبة الهند[3].
أقام عتبة بضعة أشهر لا يغزو، ولا يقاتل ولا يخرج إليه أحد، والواقع أن الفرس رصدوا تحركات المسلمين على هذه الجبهة الجنوية لكن لم يكونوا يملكون القوى الكافية للتصدي لهم، فقبعوا في أماكنهم بانتظار تطورات القتال في الشمال، فأرسل من أبلغ قائد الحامية: "إن ها هنا قومًا معهم راية، وهم يريدونك"[4].
وهكذا اضطرت الحامية إلى الخروج من أماكن تمركزها، واصطدمت بالقوة الإسلامية، ولم يمض مقدار "جزر جزور" إلا وانتصر المسلمون، وولى الفرس منهزمين إلى داخل المدينة، واحتموا وراء أسوارها، وعاد عتبة إلى معسكره[5].
ويبدو أن الحامية شعرت بضغط القتال، وأدركت عدم جدوى الاستمرار في المقاومة، وبخاصة أن الاتصالات مقطوعة مع الشمال مما يحرمها من طلب

[1] الطبري: ج3 ص590-592.
[2] الخريبة: موضع بالبصرة، الحموي: ج2 ص363.
[3] الطبري: ج3 ص591-594.
[4] المصدر نفسه: ص594.
[5] المصدر نفسه.
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست