نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل جلد : 1 صفحه : 219
فتح نهاوند:
تراجعت هيبة الإمبراطورية الفارسية بعد خسارة العراق، وانسحاب الفرس من الأهواز إلى عمق الأراضي الفارسية، وحركت هذه الظاهرة العنصرية الفارسية، وأحدثت يقظة في طبرستان[1]، وجرجان[2] ودنباوند[3]، والري وأصفهان[4] وهمذان، وأثارت الفرس في خراسان والسند[5]، فكتب سكان تلك المناطق إلى يزدجرد، وهو يومئذ في مرو، وأثاروه لتحرك جديد، فدعا إلى التعبئة، وحشد مائة ألف مقاتل، عين عليهم مردانشاه، ذا الحاجب، وسيرهم جميعًا إلى نهاوند[6].
رصد قباذ بن عبد الله، الوالي على ثغر حلوان[7]، هذه الحشود فكتب إلى سعد بذلك، فأخبر سعد بدوره عمر، ثم حدث أن عزل سعد في هذه الظروف الحرجة بسبب وشايات أهل الكوفة ضده، وخلفه عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وهو صحابي متقدم في العمر[8].
كانت سياسة عمر تقضي، حتى ذلك الوقت، بعدم السماح للمسلمين بالانسياح في الجبال، لكن حشود الفرس في نهاوند اضطرته إلى تغيير سياسته، فإذا لم يبادرهم المسلمون بالشدة ازدادوا جرأة، وربما كروا عليهم، وعقد مجلسًا للمشورة استمع فيه إلى آراء كبار الصحابة الذين أجمعوا على ضرورة الإمساك بزمام المبادرة[9]، وبذلك يكون عمر قد ألغى أوامره السابقة بعدم التوغل فيما وراء السواد. [1] طبرستان: بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم، والغالب على هذه النواحي الجبال، فمن أعبائها دهستان وجرجان، وأستراباذ وآمل وهي قصبتها. الحموي: ج4 ص13. [2] جرجان: مدينة عظيمة مشهورة بين طبرستان وخراسان، المصدر نفسه: ج2 ص119. [3] دنباوند: جبل من نواحي الري عال مشرف، ناهق شامخ لا يفارق أعلاه الثلخ شتاء، ولا صيفًا المصدر نفسه: ص475، 476. [4] أصفهان أو أصبهان: مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها، وأصفهان اسم للإقليم بأسره، وهي من نواحي الجبل، المصدر نفسه: ج1 ص206، 207. [5] السند: بلاد بين الهند وكرمان، وسجستان، المصدر نفسه: ج3 ص267. [6] البلاذري: ص300، وقارن بالطبري الذي يذكر أن الفرس حشدوا مائة وخمسين ألف مقاتل، ج4 ص122. [7] حلوان: مدينة كبيرة عامرة ليست بأرض العراق، بعد الكوفة والبصرة وواسط، وبغداد وهي بقرب الجبل، الحموي: ج2 ص291. [8] الطبري: ج4 ص120-122. [9] المصدر نفسه: ص123-125.
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل جلد : 1 صفحه : 219